تستأنف الخميس في الرباط محاكمة المشتبه بهم التسعة في الاعتداء الدامي الذي وقع في مراكش في نهاية ابريل الماضي وأسفر عن 17 قتيلا، في حضور أقرباء الضحايا الفرنسيين الثمانية. وكانت الجلسة الأولى لمحاكمة واضع القنبلة عادل العثماني وثمانية أشخاص يشتبه بضلوعهم معه، أمام محكمة الاستئناف في الرباط جرت في 30 يونيو قبل ان ترجئ مرة أولى الى 18 أغسطس ومرة ثانية الى 22 سبتمبر. وقال عمر أبو زهور محامي تسع من عائلات الضحايا الاثنين لوكالة فرانس برس "انا جاهز، لا ارغب بالتالي بحصول إرجاء جديد". ووقع اعتداء مراكش في مقهى في ساحة جامع الفنا في 28 ابريل وأسفر عن مقتل 17 شخصا بينهم ثمانية فرنسيين. ونفذ في أوج موجة الاحتجاج الشعبية في إطار "حركة 20 فبراير" المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية في المغرب بعد انطلاق "الربيع العربي". وأثار الاعتداء أيضا مخاوف من حصول موجة قمع من جانب السلطة مماثلة لتلك التي تسببت بها اعتداءات الدارالبيضاء في العام 2003 والتي أدت الى سقوط 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا. لكن السلطات قامت بالمقابل بتعزيز الإجراءات الأمنية منذ ابريل على طول طرقات ومداخل مدن المملكة. وقال جاك سومبريه والد ضحية فرنسية من مارسيليا لوكالة فرانس برس ان "المغرب يرغب في ان تنتهي المحاكمة قبل نهاية ديسمبر وان ينتهي الأمر بأسرع ما يمكن لأنه في كل مرة يجري الحديث عن اعتداء لا يكون الأمر مفيدا للسياحة". وأضاف المواطن الفرنسي "حين ترون المشتبه به الرئيسي وقد غادر المغرب ثلاث مرات بجواز سفر للتوجه الى أفغانستان وليبيا وانه تم طرده ثلاث مرات الى بلاده (...) فالشرطة المغربية لم تقم بعد ذلك بأي مراقبة للعثماني". والمشتبه به الرئيسي عادل العثماني الذي كان يعمل في تجارة الأحذية في أسفي على بعد 150 كلم جنوبالدارالبيضاء يقول عنه جيرانه انه رجل متدين لكن مشاكس. وبحسب مصدر في أجهزة الأمن فان هاتفا نقالا عثر عليه في المقهى الذي نفذ فيه الانفجار عن بعد، أتاح للشرطة الوصول إليه. وقال شهود ان المشتبه به الرئيسي وضع حقيبة كبيرة تحتوي على المتفجرات وفجرها بعد دقائق من مغادرته المقهى. وخلال آخر جلسة محاكمته أكد العثماني "براءته" وطالب "بتدخل الملك". وقال محاميه عبد الرحمن العابدين في اتصال هاتفي ان "العثماني لم يقل لي بعد لماذا غير موقفه لأنه بعد اعتقاله مباشرة اقر بالأفعال المنسوبة إليه أمام الشرطة القضائية وأمام قاضي التحقيق". وأوضح المحامي "هناك تسعة مشتبه بهم وبعضهم يشتبه في أنهم لم يبلغوا السلطات بوجود مخطط إرهابي. والآخرون يشتبه في أنهم قدموا المساعدة للمشتبه به الرئيسي". وتابع "خلال آخر لقاء لي مع العثماني، قال لي انه يريد نسخة من القرآن". وغداة الاعتداء أعلنت وزارة الداخلية ان المشتبه به الرئيسي الذي يواجه عقوبة الإعدام مع المتواطئين معه في حال إدانتهم، "متأثر جدا بالعقيدة الجهادية" و"يعبر علنا عن ولائه للقاعدة". لكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفى أي ضلوع له في الاعتداء. وبحسب نص الاتهام فان المشتبه بهم متهمون "بالمساس بخطورة الأمن العام والاغتيال عن سابق تصور وتصميم (...) والانتماء الى مجموعة دينية محظورة".