مراكش "مغارب كم": كريم الوافي شهدت مدينة مراكش نهاية الأسبوع الماضي ميلاد منظمة العمل المغاربي، خلال جمع عام تأسيسي أسفر عن تشكيل مكتب مسير للمجلس الإداري. ويرأس المجلس، علال الأزهر، المناضل والمعتقل السياسي السابق ،بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على توقيع معاهدة مراكش، وما خلفته من حصيلة هزيلة وصادمة بفعل الجمود المؤسساتي والسياسي للاتحاد وعدم تفعيل مختلف الاتفاقات المبرمة، وعدم اتخاذ مبادرات شجاعة على طريق العمل الوحدوي. وتسعى هذه المنظمة التي تجعل من مراكش وما تحمله من دلالات تاريخية وحضارية منذ تأسيس إتحاد المغرب العربي ، أرضية للسعي إلى الدفع ببناء أسس جديدة للعمل الوحدوي في المنطقة، عبر تجنيد جميع الفعاليات واستثمار كل الإمكانيات المتاحة، من أجل الدعوة لبناء الاتحاد المغاربي كتكتل اقتصادي وسياسي وحضاري واعد. ودعا مؤسسو هذه المنظمة الذين يتابعون ما يجري في المنطقة المغاربية من حراك شعبي يعكس التوق للكرامة والحرية والديمقراطية والوحدة بين الشعوب،صناع القرار في المنطقة إلى التجاوب مع المطالب الشعبية الرامية إلى تحقيق الوحدة والاندماج وتفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد. وأكد أعضاء المنظمة بأن بناء الاتحاد المغاربي يتطلب انخراط الجميع، من خلال تنظيم لقاءات فكرية وثقافية تعزز العلاقات المغاربية وتقارب مواضيع تدعم بناء الاتحاد، وربط علاقات تواصلية منتظمة بين مكونات المجتمع المدني في الدول المغاربية، ومختلف الفعاليات والنخب السياسية والاقتصادية والأكاديمية والفكرية التي تدافع عن نفس الأهداف، وتشجيع البحث والتنظير في قضايا الاتحاد المغاربي، بالإضافة إلى التحسيس بالإمكانيات التي تدعم بناء الاتحاد والفرص التي يفتحها ذلك على المستقبل بالنسبة للمنطقة المغاربية والعربية. وكانت مدينة مراكش، شهدت بتاريخ 17 فبراير من سنة 1989 إبرام معاهدة اتحاد المغرب العربي، كنتاج لمجموعة من الخطوات والجهود التاريخية التي توخت بناء وحدة مغاربية، والتي بادرت إليها رموز المقاومة المغاربية في القاهرة خلال منتصف القرن الماضي والنضال المشترك في إطار جيش تحرير المغرب العربي(سنة 1955)، واللقاء التاريخي الذي انعقد بمدينة طنجة سنة 1958 وضم عددا من الأحزاب الوطنية المغاربية (جبهة التحرير الوطني الجزائري، الحزب الحر الدستوري من تونس وحزب الاستقلال من المغرب) وشكل مناسبة للتذكير بالنضال الوحدوي المغاربي، مما مهد الطريق لإحداث اللجنة الاستشارية للمغرب العربي سنة 1964 التي حرصت على إعداد الأجواء المناسبة لتحقيق الوحدة في مختلف المجالات.