جددت ثلاث هيئات عاملة في مجال المسرح هي النقابة المغربية لمحترفي المسرح، وجمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ومنسقية الفرق المسرحية الوطنية اليوم في ندوة صحافية بالرباط مقاطعتها للأنشطة التي تنظمها وزارة الثقافة. وأعلنت الهيئات عن مقاطعتها للمهرجان الوطني للمسرح بمكناس، مشيرة إلى أن 63 فرقا مسرحية قررت مقاطعة أنشطة الوزارة. وأجمع المتدخلون في الندوة على انتقاد سياسية تدبير وزير الثقافة الحالي بنسالم حميش للشأن الثقافي حيث اعتبر حسن النفالي، رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن الوزارة ماضية في "سياسة الهروب إلى الأمام" من خلال اتخاذ قرارت فوقية دون التشاور مع الفاعلين في القطاع المسرحي وكذا من خلال الاستجابة لمطالبهم ولا حتى الرد على مراسلاتهم. ووصف نفالي الوزيرحميش بأنه ينتهج "سياسة الأرض المحروقة ولا يريد أن يترك وراءه سوى الرماد" قبل ثلاثة أشهر من انتهاء مهمته على رأس الوزارة. واتهم رئيس نقابة محترفي المسرح وزارة الثقافة بمحاولة "الاختراق القطاعي" عبر فتحها لحوار مع بعض الفرق المسرحية بخصوص موضوع الدعم في إقصاء لباقي الفرق. ورأى نفالي في هذه الخطوة "محاولة لتشتيت القطاع". واعتبر نفالي أن الهيئات العاملة بمجال المسرح وصلت إلى "الباب المسدود" مع وزارة الثقافة بعد القيام بعدة مراسلات للوزير، وتنظيم عدد من الوقفات الاحتجاجية والاجتماع بالوزير الأول وكذا لاتصال بعدد من البرلمانيين وكذا بعبد الواحد الراضي ،الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إليه الوزير حميش. وأشار نفالي إلى أن الوزارة الوصية نهجت إثر ذلك خيار المواجهة عبر اتخاذ "قرارات عشوائية" تمثلت في تنقيلات تعسفية للموظفين بالوزارة ،وممارسات ضغوطات وتهديدات في حقهم. من جانبها،أكدت الممثلة لطيفة أحرار،رئيسة جمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، أن الجمعية حاولت فتح حوار مع الوزارة بخصوص خريجي المعهد الموظفين وكذا المعطلين وراسلتها عبر القنوات الرسمية لكن دون أن "تكون هناك أبدا أي ردود" على هذه المطالب. واعتبرت أحرار أن الردود التي قامت بها الوزارة اتخذت شكلا آخر عبر القيام بعدد من "الإعفاءات والتنقيلات" ، وأن ملف المعطلين مازال عالقا. وفي ما حاولت الوزارة خلق فرص شغل لبعضهم فإنها، تؤكد أحرار، قامت بذلك من دون الرجوع إلى اللائحة التي أمددتها بها الجمعية والتي تحترم مبدأ الأقدمية. وبدوره ، قال حسن هموش، عن منسقية الفرق المسرحية الوطنية، إن المنسقية قررت مقاطعة دعم الوزارة بعد عدم الاستجابة لمطالبها ولأن المسألة مرتبطة "بمصير الحركة المسرحية على المستوى الوطني". واستغرب هموش كيف أن أعلى سلطة في البلاد، في إشارة إلى الملك محمد السادس، استجابت لنبض الشارع بينما "يظل هذا القطاع أحادي الرؤية وأحادي التفكير". وبخصوص قرار مقاطعة المهرجان الوطني للمسرح بمكناس،قال هموش "لا يمكننا أن نشارك في مهرجان لا يحترمنا من ينظمه ولا يستمع إلينا".