أنظار المغاربة ستتجه يومه السبت الى مدينة مراكش، حيث سيواجه المنتخب الوطني نظيره الجزائري بداية من الساعة التاسعة ليلا، في الجولة الرابعة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012. غريتس الدي سيخوض أهم تسعين دقيقة في حياته كمدرب سيجد نفسه أمام خيار وحيد، وهو انتزاع الفوز، ليتصدر المنتخب الوطني المجموعة الرابعة، وينعش آماله في التأهل. لكن المدرب البلجيكي الذي سيكون عليه إيجاد وصفة الفوز ظل طيلة التجمع التدريبي الذي سبق المباراة يواجه عاصفة من المشاكل، كانت آخرها أول أمس الخميس، عندما قرر المهاجم عادل تاعرابت مغادرة المنتخب الوطني، احتجاجا على قرار المدرب غريتس بإبقائه في كرسي الاحتياط والاعتماد بدله على أسامة السعيدي لاعب هيرينفن الهولندي. تاعرابت أرجع مغادرته للمنتخب الوطني، الى عدم رضاه على قرار المدرب بعدم الاعتماد عليه أساسيا، وقال: "لم أقدم اية تفسيرات للمدرب، لأنني لا أريد ان اخلق أية مشاكل، أنا اليوم في مارسيليا، سألتحق بعائلتي، لأنني لم اعد أطيق ما يحدث لي". وتابع: "لن احمل قميص المنتخب الوطني مرة أخرى سواء مع غريتس او غيره، وسأمثل المغرب من خلال فريقي. اعتذر للجمهور". وسبق لتاعرابت ان أعلن عقب مباراة تانزانيا (1 0) في الجولة الثانية، اعتزاله الدولي، بعدما قرر المدرب دومينيك كوبرلي إبقاءه في كرسي الاحتياط لكنه تراجع عن قراره بعد تدخل الجامعة. في غضون ذلك قالت مصادر قريبة من المنتخب الوطني، ان غريتيس، طالب اللاعبين بان يظلوا متلاحمين، وان يضعوا أمامهم رهانا واحدا وهو تحقيق الفوز، لإسعاد الملايين من المغاربة، الذين ينتظرون المباراة بشغف. المصادر نفسها قالت ل، "أخبار اليوم" انه في الوقت الذي كانت تجري فيه محاولات لتطويق واقعة مغادرة تاعرابت لتجمع المنتخب، والحيلولة دون تسربها الى الصحافة، فان غريتس حاول الحفاظ على هدوئه، ورفع معنويات اللاعبين. وقال لهم: "أبطال المغرب، تملكون كل المقومات التي تسمح لكم بالفوز، حافظوا على هدوئكم ولا تنسوا ان مهمة كبيرة تقع على عاتقكم، وإنني أنا المسؤول الأول عن أية نتيجة، العبوا الكرة التي تعرفون، تخلصوا من الضغط وحتما سنكون في مستوى الآمال الموضوعة على عاتقنا". وواجه غريتس مأزقا حقيقيا، فقبل إعلانه عن اللائحة التي ستخوض المباراة، وجد نفسه محروما من خدمات عدد من اللاعبين بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بأحمد القنطاري (بريست الفرنسي) والمهدي كارسيلا (ستاندار دولييج) ورشيد السليماني (الرجاء البيضاوي)، ثم منير الحمداوي (اجاكس أمستردام). ولما انطلق التجمع التدريبي، تفاقمت إصابات اللاعبين وغادر محمد برباح (الوداد البيضاوي) تجمع المنتخب الوطني، وتجددت إصابة ميكاييل بصير، وامبارك بوصوفة، لكن الأخير بدا قادرا على المشاركة. ولن يكون من خيار أمام المنتخب الوطني، إلا تحقيق الفوز، ليتفادى الحسابات، علما انه ليس مسموحا له بالخطأ في هده المباراة، التي وصفها الاتحاد الدولي (فيفا) على رأس قمة مباريات التصفيات الإفريقية. وتملك منتخبات هده المجموعة التي تضم أيضا منتخبي تانزانيا وإفريقيا الوسطى نفس الرصيد بأربع نقاط. لكن مهمة المنتخب الوطني لن تكون سهلة، خصوصا ان المنتخب الجزائري يملك بدوره الكثير من الأسلحة، واستعاد جميع لاعبيه الذين غابوا عن مباراة الذهاب. يشار الى ان مباراة الذهاب بعنابة التي جمعت بين المنتخبين كانت انتهت لصالح الجزائر بهدف لصفر.