إذا كان خبر فقدان الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان قد لفت انتباه العالم، باعتباره المسؤول الأول عن جهاز أبوظبي للاستثمار كأكبر صندوق سيادي في العالم، فإن الإماراتيين يتابعون الأخبار بقلق بالغ، على أمل ألا يتعرض الشيخ أحمد لسوء، ليس لأنه يدير جهاز أبوظبي للاستثمار، وليس لارتباط مؤسسات اقتصادية عالمية كبرى به، ولكن لأنه أحد أبناء الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، موحد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يعتبره الإماراتيون باني دولتهم وأكثر شخصية محببة لديهم. الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الذي لا يزال البحث عنه جاريا بعد سقوط طائرته الشراعية في بحيرة بالمغرب مساء أول من أمس، يأتي في الترتيب الخامس عشر من أبناء الشيخ زايد بن سلطان الذكور، البالغ عددهم تسعة عشر ابنا، أكبرهم الشيخ خليفة بن زايد حاكم أبوظبي ورئيس الإمارات، وأصغرهم الشيخ عيسى بن زايد. وهو شقيق كل من: الشيخ سيف وزير الداخلية، والشيخ حامد رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ عمر المرافق العسكري للرئيس الإماراتي، والشيخ خالد نائب رئيس مجلس إدارة شركة «الاتحاد للطيران». تولى الشيخ أحمد بن زايد منصب وكيل وزارة المالية والصناعة في بلاده، قبل أن يتم تعيينه فيما بعد عضوا منتدبا لجهاز أبوظبي للاستثمار، حيث تمكن من تحقيق دور فاعل خلال عام 2007، حيث كان ذلك من خلال قدرة إدارته للجهاز على إنقاذ مجموعة «سيتي غروب»، بحسب ما جاء في تقرير لمجلة «ميد» حول أبرز الشخصيات التي سيكون لها دور بارز في اقتصاد الشرق الأوسط. في حين صنفت مجلة «فوربس» الشيخ أحمد عام 2009 في المركز السابع والعشرين بين أكثر الشخصيات نفوذا. وعلى الرغم من انغماسه في العمل الاقتصادي، وإدارته لجهاز أبوظبي للاستثمار، فإن المقربين منه يعلمون أنه مرتبط بالأعمال الخيرية والإنسانية، لذلك، ومع تعدد أعماله الرسمية، لم يترك مسؤولياته الاجتماعية، التي يأتي من أبرزها رئاسته لمجلس أمناء مؤسسة «زايد للأعمال الخيرية والإنسانية»، حيث يتابع أعمال هذه المؤسسة بشكل مباشر، ولا تمنعه أعماله الأخرى من التركيز على تفاصيل هذه المؤسسة الخيرية التي تحمل اسم والده الراحل كافة. الشيخ أحمد عرف عنه ابتعاده عن الأضواء، ولا سيما أن الجهاز الذي يديره يحتاج إلى شخصية تحسب تصريحاتها بدقة، نظرا لما يمكن أن يكون لها من تأثيرات على مؤسسات مالية كبرى، وهو ما يلحظه المراقبون على تصريحات الشيخ أحمد بن زايد النادرة. لذلك كانت تصريحات الشيخ أحمد شبه نادرة، ولعل أبرزها وآخرها، ما جاء في صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية، حيث قال إن جهاز أبوظبي للاستثمار مستعد لتلبية أي احتياجات لحكومة أبوظبي على المدى القصير، وهو ما حدث أكثر من مرة في الماضي، مؤكدا أن الجهاز لا يعتمد على العائدات الحكومية للوفاء بالتزاماته أو تحقيق أهداف استثمارية، وذكر أن بعض التقديرات المرتفعة لأصول الجهاز مبالغ فيها، وأن الأداء تجاوز الأهداف المحددة له في كل المراحل، وأشار إلى أن نظرة تبني الجهاز لاستراتيجية الاستثمار بالدولار فقط غير دقيقة، واعتبر الشيخ أحمد أن الاقتصاد العالمي لا يزال هشا، وأن الحمائية تمثل التهديد الأخطر للانتعاش، ودعا إلى الحفاظ على حرية حركة الرساميل والاستثمارات بين الدول، وشدد على أن الأولوية في المرحلة الحالية هي استعادة الثقة والنمو الاقتصادي العالمي، وأن هنالك قضايا هيكلية لا بد من معالجتها للمساعدة في الحماية من الأزمات المستقبلية. بقي أن نشير إلى أن الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان في بداية العقد الرابع من عمره، وهو متزوج من اليازية بنت حمد سهيل الكتبي، وفي يناير (كانون الثاني) 2008 رزق بمولوده البكر الذي سماه زايد على اسم والده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.