لم تستبعد وزارة الدفاع التونسية تهريب صواريخ مضادة للطائرات من ليبيا إلى الأراضي التونسية في ظل وجود عدد كبير من الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تحاول التسلل للبلاد. وقال العميد توفيق الرحموني (الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية) ل'القدس العربي' إن تهريب بعض الأسلحة (من بينها الصواريخ المضادة للطائرات) من ليبيا إلى تونس ‘أمر وارد ولكنه غير مؤكد'، مشيرا إلى أن الجيش يقوم بجهود مكثفة لمراقبة الحدود مع ليبيا في محاولة لمنع تكرار هذه الحوادث. وأشار تقرير أممي نُشر مؤخرا إلى احتمال تهريب عدد كبير من الصواريخ المضادة للطائرات التي تحمل على الكتف من ليبيا إلى تونس ولبنان وعدد من الدول الافريقية، مؤكدا وجود محاولات لإرسالها إلى بعض جماعات المعارضة السورية. وقالت لجنة مستقلة من الخبراء تراقب العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة (وتشمل حظرا على الأسلحة منذ بدء الأحداث في ليبيا في العام 2011) ‘اتضح أن الأسلحة التي تعرف باسم ‘نظام الدفاع الجوي المحمول' التي عثر عليها في ماليوتونس كانت جزءا من ترسانات الجماعات الإرهابية (في ليبيا)'. وأكدت أنها وثقت تهريب صواريخ نظام الدفاع الجوي المحمول الليبية وغيرها من صواريخ أرض جو قصيرة المدى إلى تشادوماليوتونس ولبنان وجمهورية إفريقيا الوسطى، مشيرة إلى أن ليبيا باتت في الأعوام الثلاثة الماضية مصدرا رئيسيا للأسلحة غير المشروعة. وذكّر الرحموني بأن وزارة الدفاع التونسية أعلنت منذ منتصف 2012 المنطقة الصحراوية (المثلث الصحراوي) في الجنوبالتونسي ك'منطقة عسكرية مغلقة'، مشيرا إلى أن قوات الجيش أقامت عددا كبيرا من نقاط التفتيش والمراقبة بالمنطقة في ظل الوجود الأمني المكثف لمنع تسلل الجماعات الإرهابية من الدول المجاورة. ويخوض الجيش التونسي منذ العام الماضي مواجهات مسلحة مع تنظيم ‘أنصار الشريعة' المحظور في منطقة الشعانبي (غرب) القريبة من الحدود مع الجزائر، وكانت السلطات أعلنت مؤخرا تفكيك شبكة إرهابية في الجنوب مرتبطة بتنظيم القاعدة الذي يخطط لتنفيذ أعمال إرهابية داخل تونس. من جانب آخر، نفى الرحموني أي تواجد للقوات الأمريكية على التراب التونسي، مشيرا إلى أن المبادىء الأساسية لوزارة الدفاع التونسية تقتضي الاعتماد على الجيش التونسي في حماية البلاد وعدم السماح بأي وجود عسكري لقوات عربية أو أجنبية أخرى. وكانت وسائل إعلام محلية أشارت مؤخرا إلى وجود قواعد عسكرية أمريكية في جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع ليبيا والجزائر، الأمر الذي نفته الحكومة والجانب الأمريكي الذي أكد أن الأمر لا يتعدى المشاركة في إصلاح عدد من المستشفيات بالتعاون مع وزارة الصحة التونسية.