لم يعد سياج الأسلاك الشائكة المسننة الثلاثية، الذي نشرته السلطات الأمنية الإسبانية منذ عام 2005 على طول الشريط الفاصل بين الأراضي المغربية ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين؛ قادرا على حماية المدينتين من هجمات متكررة وعنيفة ينفذها المهاجرون السريون الأفارقة من دول جنوب الصحراء. وأمام إصرار ويأس وبأس هؤلاء، فإن الحديد يتراجع أمامهم كما تحني الأسلاك الشائكة المتشابكة رأسها بل تكف أجراس الإنذار الإلكتروني عن القيام بمهمتها الأمنية. وبات الحرس الإسباني على أعصابه في المدينتين، لم تنفع في تهدئته روعة التعزيزات البشرية واللوجيستية التي أرسلتها حكومة مدريد إلى عين المكان وخاصة في المدة الأخيرة. وصباح اليوم، السبت وفي معبر بني انصار، احد المداخل الرئيسة إلى مليلية، أنذرت الحراسة المغربية على الجانب الآخر، نظيرتها الإسبانية بعدما رصدت تجمعات بأعداد غفيرة من المهاجرين، متوجهين نحو الحواجز لاقتحامها وتحطيمها بنفس القوة والضراوة التي اتسمت بها تصرفاتهم خلال الغارات السابقة. وتلافيا لتكرار ما حدث مرارا وتكرارا، أغلقت قوات الحرس المدني المرابطة في بني انصار، الأبواب والمنافذ في الاتجاهين، وذلك حوالي الساعة الثامنة والنصف من صباح اليوم بالتوقيت المغربي، ومنعت الدخول والخروج من مليلية، ريثما تهدأ الأجواء ويتراجع المهاجرون عن تنفيذ مخططهم. ولم تقدر الجهات المغربية والإسبانية عدد الزاحفين مكتفية بالوصف بأنهم كثيرون. وتوقفت الحركة عند معبر "بني انصار" حيث تجمهر المآت من المنتظرين بسياراتهم ودراجاتهم في انتظار فتح الأبواب. وبينما سدت الجهات الإسبانية المداخل والمخارج، أزالت الحراسة المغربية الحواجز في وجه الداخلين إلى المغرب للمساهمة في تخفيف الاكتظاظ الشديد المسجل.