تمكنت قوات الحرس المدني الإسباني، صباح اليوم، بتنسيق مع عناصر الدرك الملكي المغربي، من صد أكبر محاولة قام بها المهاجرون الأفارقة السريون لاقتحام مدينة سبتة عنوة. وقدرت السلطات المحلية في المدينةالمحتلة عدد المهاجمين في حوالي 1500، تحركوا صوبها ابتداء من الساعة الخامسة والنصف صباحا، حيث توزعوا إلى ثلاث مجموعات أساسية سلكت كل واحدة طريقا معينا. وعلى أثر فشل المحاولة الأولى، لجأ المهاجمون، وهم من دول جنوب الصحراء، إلى محاولة ثانية في حدود الثامنة والنصف صباحا، لكنها جوبهت هي الأخرى بتدخل حاسم وغير عنيف من عناصر الحرس المدني والأمن الإسباني الذين عززت صفوفهم في المدة الأخيرة خاصة بعد مأساة حادث يوم 6 فبراير الماضي الذي خلف وفاة 15 مهاجرا سريا،غرقوا في البحر بعدما حاولوا بالقوة، عبثا الوصول سباحة إلى الثغر المغربي المحتل. وقالت تقارير صحافية إن المهاجرين الأفارقة لم يهرعوا إلى البحر هذه المرة خوفا من تكرار المأساة السابقة. وعلى صعيد آخر تحرك مهاجرون آخرون يقبعون في ضواحي مدينة مليلية، صباحا بدورهم وفي نفس التوقيت تقريبا لكن حرس الحدود المصطنعة من الجانب الإسباني،رصد التحرك فأغلق المنافذ البرية الرئيسية والثانوية نحو مليلية. وتقول السلطات المحلية في سبتة إنه لم يسجل أي حادث عنف خلال المواجهة على مشارف المدينة فقد اقتصر الحراس الإسيان على استعمال تقنيات فض أعمال الشغب، مشيرة إلى أن المهاجرين استغلوا الجدل الذي ثار أخيرا في إسبانيا بين السلطات الحكومية والمنظمات الحقوقية ما جعل الأولى تصدر أوامر الحرس المدني وعناصر الأمن بوجوب الاقتصار على قذف المهاجمين بالكرات المطاطية بينما سجل في حوادث الشهر الماضي اطلاق النيران من الجانب الإسباني الذي برره بالعنف الصادر عن المهاجمين. إلى ذلك، مثل امس امام العدالة بمدينة العرائش، مواطنان إسبانيان، وصلا اليها بحرا على متن مركبة مجهولة الهوية، القت بها الأمواج نحو شاطئ المدينة المغربية. وتقول السلطات الإسبانية إن الإسبانيين من مدينة "ويلفا" لكنهما لا يتوفران على بطاقة الهوية وكذلك المركبة. وقد اخلت المحكمة سراحهما لكنها الزمتهما بالمكوث في المغرب ريثما يتم التأكد من هويتهما وكذلك طبيعة المركب البحري.