شرعت قناة «تلفزة تي في» التونسية الخاصة في بث مسلسل «فوبيا» الليبي في بادرة هي الأولى من نوعها، إذ ليس من عادة القنوات التونسية عرض أية أعمال درامية ليبية على مشاهديها. ويلاقي العمل الليبي نسبة مشاهدة عالية، حسب مؤسسات استطلاع الرأي، ويفسر هذا الإقبال، حسب المختصين في المجال التلفزي، حب اطلاع التونسيين على ما يعكسه هذا المسلسل من معوقات الاستقرار في ليبيا المجاورة. وفي هذا الشأن، قال الناقد الفني محسن عبد الرحمن ل«الشرق الأوسط» إن القنوات التونسية الخاصة والحكومية تعودت على بث الأعمال الدرامية المصرية التي تلاقي رواجا كبيرا بين مختلف الفئات الاجتماعية في تونس، قبل أن تلتفت خلال السنوات الماضية إلى الأعمال الدرامية السورية ومن بعدها جاءت الأعمال التركية المدبلجة. وأضاف قائلا: «علينا انتظار نتيجة بث المسلسل الليبي فقد تكون للمشاهدين التونسيين أفكار مسبقة عن بقية أعمال الدول العربية الأخرى». ويرى أن هذا الانفتاح قد يتلوه انفتاح مماثل على بقية الدول العربية الأخرى مثل الأعمال الدرامية بدول الخليج العربي. ويتناول مسلسل «فوبيا»، المصنف ضمن خانة الكوميديا السوداء، المخاوف التي يعيش على وقعها الليبيون بعد الثورة وهو من تأليف سراج هويدي وإخراج أسامة رزق، وقد حاز على أعلى نسبة مشاهدة بين الليبيين إبان عرضه في شهر رمضان الماضي. ومن ناحيتها قالت الإعلامية روضة الشتيوي ل«الشرق الأوسط» إن تزايد أعداد الليبيين الذين استقروا في تونس بعد الثورة قد يكون من بين الأسباب التي دعت القناة إلى التوجه إلى قرابة مليون ليبي يعيشون حاليا في بلادنا. وشارك في مسلسل «فوبيا» عدد من الفنانين من بينهم ميلود العمروني وجمال زايد ومحمد عثمان ووفاء نبيل. وحصل هذا المسلسل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بمونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون وجائزة أفضل إنتاج فني في ليبيا لسنة 2013.