في مؤتمر صحافي حضره الرئيس المؤقت عدلي منصور والقائد العام للجيش المشير عبد الفتاح السيسي معا للمرة الاولى، اعلن اللواء الدكتور ابراهيم عبد العاطي الذي قيل لوسائل الاعلام انه ‘رئيس لجنة الابحاث في الدائرة الهندسية للقوات المسلحة'، عن ‘اكتشاف علمي مذهل' سيقهر مرض الايدز والالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي)، عبر جهاز جديد هو نتيجة لأبحاث ‘سرية' على مدى نحو عشرين عاما في مقر جهاز المخابرات الحربية (..) التي كان المشير السيسي رئيسا لها خلال الاعوام الماضية. ولم ينس عبد العاطي ان يوجه شكرا خاصا الى المشير السيسي على ‘الرعاية الخاصة التي اولاها للبحث والباحث خلال العمل الشاق في سبيل انتاج ذلك الجهاز المعجزة'. وجاء المؤتمر الصحافي غداة اعلان المتحدث العسكري الرسمي العقيد أحمد محمد علي'في بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك'، السبت الماضي'أن الهيئة الهندسية بالجيش'نجحت في ‘ابتكار جهاز لعلاج فيروس′الكبد سي والإيدز′، ما يعني تبني المؤسسة العسكرية لهذا الاكتشاف.' وعرض التلفزيون شريط فيديو يتضمن رسما توضيحيا'للجهاز′المبتكر قال لواء عسكري إنه'قادر على قهر الإيدز بنسبة 100′ وقهر فيروس الكبد سي بنسبة تزيد عن 98′. واستضافت قنوات فضائية مسؤولين شرحوا كيفية عمل الجهاز الجديد ‘اذ يقوم بتشخيص المرض عن بعد ودون اخذ عينات' عن طريق ‘الموجات' بعد تخزين ‘بصمة الفيروس′ داخله (...). الا ان تصريحات جديدة من المخترع اللواء عبد العاطي اثارت شكوكا عميقة في الاوساط العلمية والشعبية على السواء، حيث قال ان الجهاز سيقوم بسحب فيروس الايدز من جسد المريض ثم سيعيده اليه ‘في اصبع من الكفتة ليغذيه'. وفي تصريحات خاصة قال الاستاذ الدكتور محمد عبد الوهاب رئيس قسم امراض الكبد في جامعة المنصورة امس، انه لم يسمع ابدا عن قيام ذلك الشخص بأبحاث تخص علاج الايدز والالتهاب الكبدي الوبائي (فيروس سي)، مؤكدا ان قسم امراض الجهاز الهضمي في جامعة المنصورة هو الوحيد في مصر الذي نشر نحو سبعين بحثا في دوريات علمية عالمية، ومن الطبيعي ان يكون هناك تعاون او تشاور معه ان كانت هناك ابحاث جدية تجري في هذا المجال. واستغرب الدكتور عبد الوهاب وهو عالم معروف بأبحاثه الطبية في امراض الكبد على المستوى الدولي، التفاصيل التي تناقلتها وسائل الاعلام حول كيفية عمل ذلك ‘الجهاز السحري'، معتبرا انها تفتقر الى اللغة العلمية الدقيقة، وبالتالي لا يمكن التعليق عليها. ‘وقال عصام حجي المستشار العلمي لرئيس الجمهورية في تصريحات امس إن ‘الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح من واقع العرض التوضيحي للجهاز، الذي أذيع في القنوات التلفزيونية'. وأضاف أن ‘البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة'، مشيراً إلى أن ‘موضوعاً بهذه الحساسية في رأيي الشخصي يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي'. ولفت المستشار العلمي لرئيس الدولة إلى أن ‘الصحف الأجنبية ستقوم بترجمة المؤتمر الصحافي الذي أعلن خلاله عن الاختراع الطبي لاستخدامه سلبياً في الإساءة لصورة مصر دولياً'. وقال حجي'إنه لم يكن لديه أي خلفية مسبقة عن هذا المؤتمر، وإنه كان يتمنى ألا يعقد المؤتمر الصحافي أو يعلن عنه إلا بعد استشارة علماء مصريين في مجال أمراض الكبد والإيدز. الى ذلك قالت تقارير صحافية ان اللواء دكتور إبراهيم عبد العاطي، هو مجرد معالج بالطب البديل، وباحث بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، وكان يظهر على قناة الناس الإسلامية؛ التي أغلقت بعد عزل الرئيس محمد مرسي في الثالث من تموز/ يوليو الماضي. وبحسب الفيديو الذي نشر على قناة ‘الشرق' – مساء الثلاثاء تبين أن عبد العاطي مجرد معالج بالأعشاب، كما أنه ليس عسكريا، ولم يتدرج في الرتب العسكرية، وأن رتبة ‘لواء' حصل عليها ‘شرفيا' عكس ما تم إيهام الشعب به. وأكد الإعلامي معتز مطر أن ما حدث هو أكبر عملية نصب في التاريخ المصري، ولعب بأحلام الناس وآمالهم، وطالب بمحاسبة كل المسؤولين عن تلك الفضيحة الدولية. وذكر مطر أن العالم كان يبحث عن علاج للإيدز وفيروس سي، وأضاف أنه عندما تعلن مصر أنها تملك هذا العلاج فلا بد أن يكون موثقا، وليس مجرد أوهام تضيع سمعة مصر. واعتبر مراقبون ان اعلان عبد العاطي عن التوصل للاختراع بعد ‘ابحاث جرت في المخابرات الحربية' يمثل محاولة فجة لتملق السيسي، وابتذالا واضحا واقحاما لاجهزة الامن القومي فيما لا يعنيها. وطالب نشطاء على الفيسبوك المشير عبد الفتاح السيسي بتقديم الاعتذار للشعب، بل وللعالم كله، بعد ان تسبب الاكتشاف المزيف لعلاج الايدز في خداع ملايين المرضى الذين ربما يشرف كثير منهم على الموت. وانطلقت موجة من التعليقات الساخرة على الفيسبوك بينها ‘ان الجزارين اصدروا بيانا رحبوا فيه بالاختراع الجديد واكدوا ان الكفتة بالايدز والبهارات ستكون طبق الموسم'، فيما تساءل اخرون ‘هي الناس قادرة تشتري الكفتة حاف لما هتشتريها بالايدز المستورد كمان؟'.