كان لمرور المؤرخ الجزائري صادق سلام المقيم في فرنسا، عبر قناة "الشروق تي في" في حصة هنا الجزائر، تأكيد على أن الرجل صار شيعيا، حيث اعترف بزياراته لمراقد أهل البيت وتبركه بهم، وسفرياته إلى إيران لأهداف عقائدية، وهو ما يؤكد أن اهتمام الشيعة في الآونة الأخيرة بأفكار مالك بن نبي واعتباره من علمائهم، حدث بفعل فاعلين، ومنهم بالخصوص الصادق سلام، الذي تحوّل مع صمت السلطات الجزائرية وحتى علماء الجزائر إلى علبة سوداء بها أسرار هذا المفكر الجزائري العالمي، الذي صار منهاجه يُدرّس في إيران بالخصوص وفي كل دول العالم، ولا تكاد الجزائر تعرف عنه شيئا. وكان الصادق سلام في آخر ملتقى أقيم عن المفكر مالك بن نبي بفندق الأوراسي بالعاصمة عام 2003م قد اعترف بأنه يمتلك كنوزا خاصة بالمفكر الكبير، الذي ترك منزلا في باريس كان يعيش فيه مع زوجته الفرنسية خديجة، مليء بصور نادرة ورسائل مع قادة كبار في الجزائر وفي العالم الإسلامي وكتب بالتأكيد، وغالبية الملتقيات الخاصة بالمفكر صارت تقام في العراقوإيران ولبنان فقط، وهو ما جعل أفرادا من أسرة مالك بن نبي يتنقلون خصيصا إلى باريس عام 2004، من أجل استرجاع القليل من أشيائه الكثيرة التي تبخرت منذ أن توفي المفكر مالك بن نبي في أواخر 1973م من دون تمكنهم من ذلك بسبب تهرب الصادق سلام، ولحسن الحظ أنه يوجد شريط مصوّر للمفكر مالك بن نبي وهو يقول في أحد ملتقيات الفكر الإسلامي بأنه مسلم سنّي، وكأن الرجل علم بما أريد له من تشييع على خلفية لقاء جمعه بالمفكر الشيعي موسى الصدر في باريس، ورغم أن مالك بن نبي عاش نصف قرن بين أمصار العالم، والتقى بماوتسي تونغ وعبد الناصر وسوكارنو وبن بلة، إلا أن الجزائريين، لا يرون له سوى صورة واحدة فوتوغرافية وتسجيل واحد لمحاضرة في ملتقى الفكر الإسلامي، وباستثناء جامعة الأمير عبد القادر التي سمّت دفعة تخرّج ومدرجا باسمه، وأقامت بعض الملتقيات للراحل، فإن الرجل يُسقط سلفيو الجزائر عنه صفة العالم، ويعتبرون نهجه خروجا عن الجماعة، وتبخسه جمعية العلماء المسلمين حقه، على خلفية سوء تفاهم بينه وبين الشيخ بن باديس عام 1935 أثناء زيارة الشيخ رفقة علماء الجمعية إلى باريس، كما أن الدولة الجزائرية قبرته بعد موته كما قبرته في حياته.