سحبت مصر سفيرها في ليبيا محمد أبو بكر وسائر ديبلوماسييها ال 58 العاملين في السفارة في طرابلس وقنصليتها في بنغازي مع عائلاتهم، فيما أغلقت الحدود بين البلدين أمام المسافرين من رعايا الدولتين، باستثناء الوفود وبعض شاحنات النقل، كما أفادت مصادر الجمارك الليبية في معبر مساعد امس. ويأتي ذلك بعد اعتقال مسلحين في العاصمة الليبية طرابلس، ستة من العاملين في السفارة المصرية هناك، بينهم خمسة مصريين على رأسهم الملحق الثقافي الهلالي الشربيني، رداً على اعتقال سلطات الأمن في الإسكندرية الليبي شعبان هداية رئيس «غرفة عمليات الثوار» في ليبيا. وحمّلت «غرفة عمليات الثوار» رئيس الحكومة الموقتة علي زيدان مسؤولية «امن وسلامة» هداية الملقب ب «أبو عبيدة الزاوي» والذي اشار الثوار الى انه «من اشد معارضي الحكومة». وأعرب الثوار عن قلقهم على مصير «ابو عبيدة» وطالبوا بتوضيح ملابسات اعتقاله بعد دهم شقته ليل الجمعة الماضي. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي أن السلطات ستطلق «أبو عبيدة»، إذا خلصت التحقيقات الى عدم توجيه أي اتهامات إليه، وامتنع عن التكهن بمضمون الاتهامات، فيما تناقلت مواقع الكترونية ليبية امس، نبأ مفاده بأن هداية اوقف عقب اجتماعه مع أعضاء من جماعة «الإخوان المسلمين». وقال الناطق ان اتصالات تجري مع الجانب الليبي لمتابعة أوضاع أعضاء السفارة المختطفين، مشيراً الى ان الاتصالات تشمل السلطات الليبية و»أطرافاً أخرى» من اجل تأمين إطلاق المخطوفين بأسرع وقت ممكن، وتوفير سبل عودتهم الى بلادهم، علماً ان الخاطفين امهلوا القاهرة حتى مساء الثلثاء لإطلاق الموقوف الليبي. وكان «أبو عبيدة» عضواً في «الجماعة الليبية المقاتلة» قبل مشاركته في ثورة 17 فبراير (2011). وقاد تنظيماً مسلحاً ثورياً في الزاوية (غرب) قبل ان يتولى رئاسة «غرفة عمليات الثوار» التي يتعاطف أعضاؤها مع «الإخوان». ودعا المؤتمر الوطني العام في ليبيا (البرلمان الموقت) الى اتخاذ «كل الإجراءات» الكفيلة بإطلاق «ابو عبيدة»، مشدداً على شرعية «غرفة عمليات الثوار» باعتبارها كياناً يتبع لرئاسة الأركان. وأفادت مصادر مصرية وليبية بأن اغلاق الحدود البرية بين البلدين تم بالتفاهم بين الجانبين حرصاً على سلامة المسافرين. وشدد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية علي العشيري على ان سفر المصريين الحاصلين على تأشيرات دخول إلى ليبيا، يجب ان يتم من طريق المطارات وليس عبر منفذ السلوم البري. وفي ظهور تلفزيوني بعد الحادث، ناشد الملحق الثقافي المصري المختطف سلطات بلاده التحرك واعتماد كل السبل للإفراج عنه ورفاقه. وأشار الى وضع صعب يعيشون فيه، نافياً استخدام العنف ضدهم. وأكد السفير المصري لدى ليبيا أن اختطاف الديبلوماسيين المصريين «يدخل الأزمة الليبية في منحنى مختلف له أبعاد أخرى ستضر بالشعب الليبي»، مشيراً إلى أن رئيس بعثة الأممالمتحدة في ليبيا طارق متري اتصل به للاستفسار، والتقى رئيس الحكومة الليبية وعدداً من السفراء الغربيين في طرابلس والذين أعربوا عن امتعاضهم لما حصل. على صعيد آخر، رفض مدير مكتب الإعلام في وزارة الخارجية الليبية سعيد الأسود تأكيد أو نفي خبر اعتقال سلطات النيجر للساعدي، نجل العقيد معمر القذافي، وعبد الله منصور مسؤول جهاز الأمن الداخلي في عهده. وقال إن الحكومة الليبية تنوي إرسال وفد إلى النيجر لدراسة آليات تسليم الليبيين المطلوبين المقيمين في الأراضي النيجرية.