في إطار جهود السلطات المحلية في مصر لزيادة الإيرادات السياحية، التي عانت من نقص كبير منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وأحداث العنف التي تشهدها البلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو (تموز) الماضي، ابتكر هشام زعزوع وزير السياحة المصري، أساليب جديدة لتنشيط السياحة الداخلية لمدينتي الأقصر وأسوان (جنوب مصر)، بإرسال رسائل عبر الهواتف الجوالة للمصريين، لدعوتهم إلى القيام برحلات سياحية مخفضة الأسعار، بغرض دعم الحركة السياحية والاقتصاد المصري. وقال هشام زعزوع، إنه «أطلق هذه المبادرة التي عدها مهمة، تحت شعار (مصر في قلوبنا) لتنشيط السياحة الداخلية إلى الأقصر وأسوان بتخفيضات تصل إلى 50 في المائة خلال إجازة نصف العام الدراسي، والتي تبدأ من 24 يناير الجاري وحتى 8 فبراير (شباط) المقبل». وأضاف زعزوع أنه جرى تفعيل هذه المبادرة بالفعل، وبدأ المواطنون والشباب في الإقبال على تنفيذ الحجوزات من خلال شركتين من شركات السياحة التابعة للحكومة، مؤكدا أنه «سيجري عرض أكثر من ستة آلاف تذكرة طيران، وأن متوسط ما سيجري دفعه على كل تذكرة طيران يصل إلى 500 جنيه تدفعها وزارة السياحة لتخفيض سعر البرنامج السياحي، بحيث يكون 1200 جنيه بالطائرة لمدة أربعة أيام في الفنادق الثابتة و1400 جنيه للفنادق العائمة في النيل، كما ستكون هناك رحلات بالحافلات، سيجري تدعيمها أيضا». وأشار وزير السياحة أمس، إلى أنه «حتى الآن جرى إرسال نحو 50 ألف رسالة على الهواتف الجوالة، للدعوة إلى هذه الرحلات أو هذه المبادرة الوطنية». من جانبه، رحب مصطفى يسري محافظ أسوان، بمبادرة وزير السياحة، قائلا ل«الشرق الأوسط» أمس: «سوف تسهم في تنشيط السياحة وجذب مزيد من الشباب، للتعرف على المواقع الأثرية المهمة والحضارة المصرية القديمة»، مشيرا إلى سعي المحافظة لاستغلال أي مبادرات أو أفكار جديدة، للترويج السياحي للمحافظة، وتنشيط السياحة. وعن اختيار الأقصر وأسوان لهذه المبادرة، قال أسامة إبراهيم، وهو مرشد سياحي، ل«الشرق الأوسط»، إن «الأقصر تضم الكثير من الآثار، أهمها معبد الأقصر ومعابد الكرنك ومتحف المدينة ومقابر وادي الملوك والملكات والمعابد الجنائزية، ومقابر الأشراف.. وغيرها من الآثار». وأشار إبراهيم إلى أن الأقصر تجذب الشريحة الكبرى من السياحة الثقافية، وتعد الأقصر مخزن الحضارة المصرية القديمة، وفيها أكثر من 800 منطقة ومزار أثري، مضيفا: «أما أسوان التي كانت تعرف باسم (سونو) في عصور المصريين القدماء ومعناها (السوق)، فكانت مركزا تجاريا للقوافل القادمة من وإلى النوبة القديمة (جنوب البلاد)، وعرفت أيضا باسم بلاد الذهب، لأنها كانت بمثابة كنز كبير أو مقبرة لملوك النوبة الذين عاشوا فيها آلاف السنين».