بينما سادت توقعات متطابقة، في المدة الأخيرة، بإمكانية عقد جولة جديدة من اللقاءات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، في عاصمة السويد، يقتصر حضورها على ممثليطرفي النزاع، دون مشاركة الجزائر وموريتانيا كملاحظين؛ سارعت جبهة الجبهة الداعية إلى استقلال الصحراء عن المغرب، إلى نفي الخبر جملة وتفصيلا، بأسلوب جازم شديد اللهجة، محملة المغرب ترويج خبر لقاء "السويد" علما أنه لم يصدر عن الرباط أي بلاغ رسمي عن الموضوع، تاركة الأخبار، كعادتها، عن اللقاءات مع البوليساريو، إلى الجهة التي ترعاها أي الأممالمتحدة، عبر الوسيط "كريستوفر روس". وذهبت التصريحات التي نقلتها وكالة أخبار البوليساريو، بلغة الشتائم، إلى تحميل المغرب مسؤولية محاولة الأيقاع بين البوليساريو ودولة السويد التي تعتز الأولى بدعمها اللامشروط لها، حد مطالبة الدول الأوروبية الاعتراف بجمهورية "تندوف". وفي نفس السياق، أورد ذات المصدر الإعلامي، تصريحات لرئيس وفد البوليساريو، في المفاوضات مع المغرب،أكد فيه أن حركته تنتظر زيارة المبعوث الأممي إلى دول المنطقة في غضون الشهر الجاري، لإجراء مشاورات جديدة مع طرفي النزاع، أضافة إلى الجزائر وموريتانيا، دون الإشارة إلى ما يحمله ممثل الأمين العام الأممي،من مقترحات جديدة لحلحة الجمود المهيمن على المفاوضات منذ أكثر من عقدين من الزمن . يذكر أن تقارير صحافية مستندة إلى مؤشرات دبلوماسية، أشاعت منذ أسابيع أن "روس" سيغير مكان اللقاءات المباشرة بين المغرب وجبهة،البوليساريو، وأنه بصدد عرض مقترح مبتكر على الطرفين، لإنهاء الجمود المخيم على الملف الصحراوي . ويرى مراقبون أن" ترمومتر" مواقف جبهة البوليساريو، يوجد في الجزائر وليس في مخيمات تندوف، فجارة المغرب الشرقية هي التي تقرر رفع درجة الحرارة أو أنزالها؛ فقد لوحظت في المدة الأخيرة سخونة في تصريحات رئيس الدبلوماسية الجزائرية رمطان العمامرة، مستغلا كل المناسبات التي يدلي خلالها بتصريحات صحافية. وتعكس تلك التصريحات في مجملها تشددا في المواقف، سرعان ما تتم ترجمتها في وسائل أعلام البوليساريو، مع أضافة بهارات الشتائم للمغرب،لإيهام القارئ أنها كاتبة الكلمات وواضعة اللحن الموسيقي لها . ويرجع المراقبون نرفزة البوليساريو إلى الهزائم الدبلوماسية التي تكبدتها في الأسابيع الأخيرة، وآخرها مصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاق الصيد البحري مع المغرب، الذي يشمل الشواطئ الجنوبية التي تنازع البوليساريو المغرب، السيادة عليها.