عاد أنصار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للدعوة إلى ترشحه لولاية رئاسية رابعة، وهذا رغم الصور التي بثتها قناة ‘كنال بلوس′ الفرنسية بخصوص اللقاء الذي جمع بين بوتفليقة ورئيس الوزراء الفرنسي جان مارك آيرولت، والتي ظهر فيها الرئيس الجزائري متعبا جدا، وغير حاضر الذهن مع ضيفه، الذي بدا عليه الكثير من الحرج. واختار عمار سعداني زعيم حزب جبهة التحرير الوطني ( الأغلبية) ولاية باتنة شرق البلاد من أجل العودة إلى مطالبة بوتفليقة بالترشح لولاية رابعة، علما أن سعداني المحسوب على الفريق الرئاسي، كان السباق لمطالبة بوتفليقة بالترشح، إلا أنه اختفى فجأة عن الأنظار ولأكثر من شهر، قضى الجزء الأكبر منها في فرنسا، وذلك لأسباب عائلة حسب المقربين منه، وحتى بعد عودته من رحلته الباريسية، فضل سعداني الصمت وعدم استئناف الحملة المبكرة لصالح بوتفليقة. ولعل اختيار سعداني لولاية باتنة دون غيرها ليس اعتباطيا، علما أن هذه الأخيرة هي مسقط رأس علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والذي يرتقب أن يعلن عن ترشحه لانتخابات الرئاسة الشهر القادم، كما أن ‘سي علي' يمثل في نظر الكثيرين المرشح المقلق بالنسبة لأنصار الولاية الرابعة، ولعل اختيار سعداني لمسقط رأس بن فليس هو نوع من التحدي لبن فليس، الذي لم يكشف بعد رسميا عن نواياه، حتى وإن كان يكرر لزواره بأنه سيكون مرشحا في الانتخابات القادمة، سواء ترشح بوتفليقة أو لا، كما أنه واثق من الفوز في الانتخابات إذا لم تطلها يد التزوير. وأكد سعداني على أنه في 2014 فإن جبهة التحرير ستكون هي الحكم وليس أن تكون في الحكم، مجددا الدعوة لترشيح بوتفليقة لولاية رابعة. وتأتي خرجة سعداني كنوع من رد الفعل على الصور التي بثتها قناة ‘كنال بلوس′ الفرنسية للقاء الذي جمع الرئيس بوتفليقة برئيس الوزراء الفرنسي الذي كان يزور الجزائر، علما أن التلفزيون الحكومي الجزائري بث مقاطع مضخمة ومكررة من زوايا مختلفة لإظهار الرئيس بوتفليقة في صحة جيدة، وهو ما تفطنت له القناة الفرنسية وبرنامجها الساخر ‘لوبوتي جورنال'، وقد تبين أن الصور الخام التي بثتها المحطة الفرنسية والتي ظهر بوتفليقة فيها عاجزا عن الحركة بشكل عادي، وغائب الذهن في بعض الأحيان، كانت قد التقطت من طرف كاميرا القناة الفرنسية الثانية ‘فرانس2′، وقد صرح المصور لوسائل الإعلام أن الصور لم تثر اهتمام الكثير من القنوات، لأنها كانت عبارة عن بعض الثواني، مشددا على أنه كان على بعد 5 أمتار من الرئيس بوتفليقة، وأن هذا الأخير كان يتكلم، لكن كان من الصعب فهم ما كان يقوله.