تشهد محطة النقل العمومي للمسافرين المسماة ب "القامرة"،ابتداء من عطلة الأسبوع الحالية، ازدحاما غير مسبوق، وكثافة ملحوظة أمام شبابيك تذاكر خطوط الحافلات، في مختلف اتجاهاتها، ولا سيما البعيدة منها. وكشف أحد مسؤولي المحطة في تصريح للتلفزيون المغربي، بثه اليوم، في نشرته الرئيسية الزوالية، إن العدد المرتقب للمسافرين، المتوجهين لقضاء العيد رفقة أفراد أسرهم، هو 16 ألف شخص من مختلف الفئات الاجتماعية، هذا دون احتساب مستعملي القطار. ويشكل الحرفيون والموظفون وصغار التجار والعزاب والطلاب نسبة كبيرة من هؤلاء المسافرين، الذي يعتبرون "العيد الكبير" فرصة لاتعوض لزيارة الأهل والأحباب، وقضاء أوقات طيبة معهم، بعيدا عن " هموم" العاصمة، ولعل هذا هو ما يفسر كيف أن مدينة الرباط تبدو شبه خالية في هذه الفترة من السنة، من بعض ذوي المهن اليدوية. وأمام هذا الإقبال على وسائل النقل العمومي، تم استغلال هذه المناسبة بطريقة بشعة،إذ تمت الزيادات في التذاكر، بشكل غير مسبوق، وغير خاضع لأي معيار موضوعي، في غياب أي رادع أو مراقبة، في محطة " القامرة"، التي تبدو من بعيد مثل " معصرة"،حسب وصف البعض. ويشكو مرتادو المحطة، حسب ربورتاج نقلته القناة التلفزيونية " الدوزيم" اليوم الأحد، من ارتفاع مهول في التذاكر، وفي هذا السياق،رفعت مواطنة غاضبة صوتها بالاحتجاج، قائلة إن شراء تذكرة سفر إلى زاكورة في الجنوب المغربي، تطلب منها دفع 300 درهم، وهو مبلغ كبير بالنسبة لهذه الرحلة. وبنوع من الإحساس بالحسرة والأسف، لاحظ مسافر أخر، غياب أي حافلة متوجهة إلى مدينة فاس،رغم مكانتها ،على الخريطة،كعاصمة علمية للمملكة، معبرا عن استغرابه واندهاشه، كما أبدت مسافرة أخرى حيرتها لعدم قدرتها على إيجاد وسيلة نقل عمومية، يمكن أن تحملها إلى قرية ابا محمد باقليم تاونات. ورغم أن مسؤولين رسميين، أكدوا أن عدة تدابير تم اتخاذها لضمان انسيابية النقل العمومي، فإن إطلالة سريعة على محطة "القامرة" للنقل العمومي بالرباط، كافية لإعطاء صورة عن الاختلالات التي تشهدها هذه الأيام. ورغم كل تلك المعاناة، بدا المسافرون مصرين على البحث عن إيجاد مقاعد لهم، متحملين مصاريف إضافية، وأتعابا جسدية، في سبيل أن يحظوا بلحظات قليلة من السعادة العائلية تحت ظلال العيد وأجوائه المفعمة بالمحبة والسرور، وروائح " الشواء" مع كؤوس الشاي المنعنع اللذيذ.