لم يكن مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وجها مألوفا في الحياة السياسية، ولا عرف عنه يوما تردده على مقر حزب التجمع الوطني للأحرار،بحي الرياضبالرباط، بل كان دائما منصرفا إلى نشاطاته التجارية وشركاته الاقتصادية والتقنية، إلى أن فوجيء به المشاهدون ليلة تنصيب الحكومة، وهو يدخلها من بوابة حزب التجمع الوطني للأحرار. الكثيرون اعتقدوا لأول وهلة، أنه من بين التقنوقراطيين الذين انضموا إلى الحكومة في نسختها الثانية، قبل أن يتناهى إلى علمهم عبر وسائل الإعلام العمومية أنه من حزب صلاح الدين مزوار. وقد نسب إلى العلمي قوله، إنه لم تتم مفاتحته في أمر انضمامه إلى الحكومة إلا ليلة الأربعاء الماضية، أي عشية الإعلان عن ميلادها، فقبل المهمة من باب الرغبة في خدمة المصلحة العامة للبلد،دون أن يتلقى أي راتب عن هذه المسؤولية الجديدة،حسب نفس التصريح. وحسب سيرته الذاتية، فقد ولد مولاي حفيظ العلمي، الذي عينه الملك محمد السادس أمس الخميس وزيرا للصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، في 13 يناير 1960 بمراكش. بدأ العلمي، الذي حصل على شهادة في نظم المعلومات بجامعة شيربروك التي شغل فيها أيضا منصب مدير كلية الإدارة، مساره المهني بكندا كمستشار لدى وزارة المالية بكيبيك قبل أن يتولى منصب مدير نظم الإعلام في شركة كندية للتأمين. ولدى عودته إلى المغرب التحق العلمي بمجموعة (أونا) التي تولى فيها منصب الكاتب العام إلى جانب منصب المدير العام لفرعها في مجال التأمين. وفي سنة 1995 أحدث شركته الخاصة، كفاعل رئيسي في مهن الخدمات (المالية، التأمين، قروض الاستهلاك ... )، وهي مجموعة كبرى تمكنت من اقتناء شركتين مغربيتين هامتين في مجال التأمين، فضلا عن مجموعة إفريقية للتأمين. وشغل أيضا منصب نائب رئيس الفيدرالية المغربية لشركات التأمين وإعادة التأمين، بالإضافة إلى عضويته في لجنة الاستثمار للصندوق المهني المغربي للتقاعد. وأطلق العلمي برنامجين خاصين بإحداث المقاولات، ويتعلق الأمر بنادي شيربا الذي يساهم بشكل فعال في ميلاد بنيات تنافسية ومحدثة لمناصب الشغل في المغرب، بالاضافة إلى برنامج خاص بالشباب المقاول، والذي يرتكز على تقديم دعم مالي وضمان مواكبة للشباب حاملي المشاريع لإحداث مقاولاتهم. وشغل مولاي حفيظ العلمي، الذي يعد أحد الوجوه المعروفة في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، كذلك منصب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ما بين 2006 و2009 . ومولاي حفيظ العلمي عضو بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، كما أنه يشغل منصب أمين مال جمعية للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان.