قبل عدة أيام زرت حديقة الحيوان اليمنية، في جنوب العاصمة صنعاء، فرأيت جل الحيوانات في حالٍ ليست جيدة.. فالنعامة في حديقة الحيوان بالعاصمة اليمنية صنعاء، جميلة يا الله لكنها جائعة،هي وزميلاتها الأخريات، في بلدٍ ترتفع به نسب الجوع والفقر، حسب منظمات الأممالمتحدة الإنسانية والغذائية، ويعيش 10مليون إنسان يمني، تحت خط الفقر العالمي، أي أقل من دولارين في اليوم، ويقتربون من نصف سكان اليمن، البالغ أكثر من 24 مليون أنسان يمني. وكانت المفارقة أنني جلبت معي 4 حبات من أكياس بطاطس البطل الكبير، لكي أحاول أن أجعل هذه النعامة تحاول نسيان الجوع، لكني فوجئت أنها حاولت أكل أحد أغلفة وأكياس البطاطس تلك من شدة الجوع، بينما لم تكترث الأرانب بأكل فضلات مخلفات أمعائها الغليظة ،بعد أن جفت من حرارة وأشعة الشمس، للسبب نفسه وكذلك لأن موظف الحديقة المسؤول عن غذاء الأرانب، لأ يأتي ب "القضب" إلا في اليوم الثاني أو الثالث وهن بلا طعام، وفي الظهيرة وليس الصباح، وهو نبات أخضر يفضلنه الأرانب ويزرع في اليمن، وبعض الجزر في أيام الجمعة أو الخميس من كل شهر، لا نامت أعين من أكلوا حقوق البشر، ولم تسلم من فسادهم حتى الحيوانات.. رغم أنني صعقت حينما عرفت أن ميزانية وأعتمادات المالية بحديقة الحيوان من الحكومة اليمنية 50مليون ريال يمني شهرياً؟ ولا ندري أين تذهب بها إدارة الحديقة، والادارة العامة للحدائق والمتنزهات في اليمن؟ لا ننكر حقيقة أن المظهر العام لحديقة الحيوان بصنعاء تحسن، في المداخل وأرصفة الحديقة، وعمليات التحسين الجمالية من نافورات مياه ومسطحات زراعية، في عهد الأستاذ أزهر النفيلي مديرها العام، لكن في المقابل، نجد لزاماً علينا كصحافيين محايدين، أن لا نغض الطرف عن حالة الجوع أو التجويع، والإهمال التي تعيشها الحيوانات في الحديقة.. نقولها والمرارة في حلوقنا، فإذا ما ماتت تلك الحيوانات، أو تدهورت حالتها الصحية، فلن تجد إدارة الحديقة ما تمتع به الزائرين، فهي تكاد تعيش على كف الرحمن. وألا يشعر بالذنب وتأنيب الضمير، كل من له علاقة وسلطة قرار في تلك الحديقة، ومعظم الحيوانات فيها،تتضور من الجوع، من أسودِ وقرود ونعامات وطيور برية وبجعات وبطاتِ وأوز.. وغيرها؟؟. وكأنه قدر حتى الحيوانات في هذا البلد المنكوب، أن تكتوي بنار الجوع للأسف الشديد.