في أول سابقة من نوعها، وتفاديا لأي انفلات في الشارع، فضل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تنظيم تظاهرته الاحتجاجية، اليوم السبت، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله،بالرباط، تحت شعار " ضد الابتزاز والتفقير الاجتماعي". وقد كانت القيادة السياسية للحزب كلها تقريبا حاضرة في هذه التظاهرة، بشكل ملفت للنظر. وهكذا حضر إلى جانب إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب، الحبيب المالكي، رئيس الجلس الوطني ، إضافة إلى محمد اليازغي، وعبد الهادي خيرات، وعبد الكريم بنعتيق وعبد المجيد بوزوبع العائدين مؤخرا إلى الحزب. ومما أثار الانتباه أكثر، ظهور خالد عليوة، الوزير والمدير سابقا للقرض العقاري والسياحي، الذي كان قد اختفى عن الأنظار ، منذ خضوعه للمحاكمة، ودخوله الزنزانة بسجن عكاشة قبل خروجها منها. عليوة كان خلال هذا التجمع الجماهيري الحاشد محل ترحيب،وبدا مرتديا قميصا صيفيا، ومتحررا من ربطة العنق،وحليق الوجه، ويوزع ابتساماته وتحياته بسخاء على الجميع، وكأنه يحن إلى زمن مضى كان فيه ذات يوم، مسؤولا كبيرا في قيادة الحزب، ومنها إدارته في مرحلة ما ليومية " الاتحاد الاشتراكي " الناطقة بلسان الحزب. وحرص لشكر على تضمين كلمة افتتاح التظاهرة، انتقادات لاذعة لسياسة عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، متوقفا عند طريقة تدبيره وتسييره،وانعكاساتها على الحياة السياسية والاجتماعية للبلاد. ومما عابه لشكر كثيرا على بنكيران كونه لا يطلع الرأي العام على المراحل التي قطعتها أشواط المشاورات السياسية لتشكيل النسخة الثانية من الحكومة، وقال إن زعيم " العدالة والتنمية" يخص بذلك حزبه، دون باقي مكونات المشهد السياسي في المغرب. وشدد لشكر على أنه من حق المواطنين المغاربة أن يعرفوا ماذا يحدث في بلدهم،حتى يكونوا على علم بكل شيء يهم واقعهم ومستقبلهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ولم تتردد التنظيمات النقابية من تلبية نداء الاتحاد الاشتراكي الداعي إلى المشاركة بكثافة في هذه التظاهرة الاحتجاجية،إضافة إلى بعض الهيئات السياسية،وخاصة منها حزب الاستقلال، الذي مثله القياديان عبد الله البقالي وعبد القادر الكيحل،بعد أن شارك الحبيب المالكي في مسيرة الحزب العتيد، التي خلفت كثيرا من الجدل، بعد إقحام 6 حمير في مقدمتها. وامتلأت المدرجات في القاعة الرياضية المغطاة بالمركب الأمير مولاي عبد الله، عن آخرها بالآلاف من مناضلي الحزب من مختلف المناطق والجهات، أغلبهم من الشباب،قدموا في الساعات الأولى، وهم يرددون شعارات الحزب بكل حماس. وحرص الحزب على إصدار تكذيب في صحيفته اليوم السبت،لخبر نشر في إحدى الصحف اليومية،مفاده أن مناضلين من الاتحاد الاشتراكي كانوا يوزعون مبلغ 100 درهم، على السكان في أحياء اليوسفية والنهضة والتقدم في الرباط، ليحضروا هذا التجمع الاحتجاجي. وقال موقعو التكذيب ، إنه " كان من الممكن أن نقاضي هذا المنشور، الذي يروج مثل هذه الرداءة،ونطالبه بإثبات إدعاءاته، وتقديم الحجج والبراهين، على مثل هذه الأكاذيب، أمام المحكمة، لكننا نترفع عن أن ننزل إلى درك أشخاص حولوا مهنة الصحافة النبيلة إلى عمل مناف للأخلاق".