أجرى سفير فرنسابالجزائر، أندريه باران، لقاءين مع حزبين ذوي توجهين متناقضين، هما حركة مجتمع السلم، والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية "الأرسيدي". وتناول اللقاء الوضع السياسي في الجزائري، خاصة ما تعلق بمسألة الرئاسيات. ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه الذي يجريه باران مع مقري وبلعباس. قالت حركة مجتمع السلم، إن اللقاء الذي جمع مقري بباران، قد تم بناء على طلب هذا الأخير، وأوضحت حمس في بيان إعلامي نشرته على موقعها الإلكتروني: "زار نهار اليوم- اللقاء جرى الأربعاء- السفير الفرنسي بطلب منه رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، بمقر الحركة ضمن إطار سلسلة اللقاءات التي تقوم بها الدبلوماسية الفرنسية مع الفاعلين السياسيين في الجزائر بغرض فهم التطورات الحاصلة وتطوير العلاقة بين البلدين". ونقلت حمس، على لسان الدبلوماسي الفرنسي، "أن مصلحة فرنسا في أن تكون الجزائر مستقرة". وقدم البيان الإعلامي بعض ما جرى بمقر الحركة في المرادية. "كما قام- تقصد السفير- بشرح السياسات الفرنسية من تطورات المنطقة العربية". من جانبه، قام مقري، بحسب المصدر، بتبيين توجهات الحركة تجاه السياسات الغربية في المنطقة واستعمال الديموقراطية وفق ما يخدم مصالح الدول الكبرى وأنه لا حل لاستقرار العالم بأسره إلا بالتزام المعايير الديموقراطية دون تحيز ودون تدخل في شؤون البلدان، سواء لدعم الديكتاتوريات أم للضغط عليها بغرض ابتزازها، وأن تحقيق المصالح المشتركة للدول ممكن إذا قامت العلاقات على أساس الربح للجميع. كما أكد رئيس الحركة،- يذكر البيان- ب"أن الحركة قدمت كثيرا من التضحيات من أجل استقرار الجزائر وأنها لا تقبل بأي حال من الأحوال تعرض الجزائر لأي تهديد لاستقرارها، وأنها ستستمر لخدمة البلد ضمن خيار المعارضة والمقاومة السياسية حتى يتحقق الإصلاح السياسي بإرادة جزائرية، وأن هذا الأمر ممكن وسيتم الوصول إليه في يوم من الأيام". وقبل ذلك، التقى السفير الفرنسي، برئيس الأرسيدي محسن بلعباس، وعدد من إطارات الحزب، لساعة وربع من الزمن بمقر الحزب في الأبيار. وذكر بيان للحزب أن الطرفين قد تناولا بالتحليل الوضع السياسي والاقتصادي في الجزائر. وذكر بيان للأرسيدي أن الحزب قد قدم نظرته لما يجري من أحداث وإمكانية تأثيرها في الاستقرار، وضرورة حماية الوطن من المناورات الرامية إلى الالتفاف حول الإرادة الشعبية. وذكّر الأرسيدي ضيفه، بالمقترح الذي قدمه والقاضي بتنحي وزارة الداخلية من الإشراف على الانتخابات الرئاسية. في سياق ذي صلة، التقى رئيس الأرسيدي، محسن بلعباس، رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، في لقاء تشاوري، بعد اللقاء الذي جمعه برئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور. وجدد الأرسيدي، في لقائه مع سفيان جيلالي، على ضرورة تطبيق المادة 88 من الدستور. وفتحت قيادة الحزب النقاش حول مسألة تعديل الدستور، ومقترح تشكيل لجنة خاصة ومستقلة للإشراف على عملية الانتخابات، وتوصّل الطرفان إلى ضرورة تعزيز التنسيق السياسي وتقريب المواقف، وتوسيع التشاور إلى أطراف سياسية ومدنية تتخذ نفس الرؤى والمواقف حول تصورات الأزمة والحلول الممكنة لها.