أفاد الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوڤي، أن بلاده لا تملك ما يكفي من الإمكانيات لتأمين الحدود، لذلك طلبت من الجزائر ومن السلطات الليبية المساعدة، لمواجهة تهديدات الإرهاب. وأشار إلى أنه "مصدوم لكون ليبراليين وحقوقيين يدعمون الانقلاب في مصر ضد رئيس منتخب ديمقراطيا". وقال المرزوڤي، لشبكة "سي.أن.أن" التلفزيوينة الأمريكية، أمس، إن "الأوضاع غير المستقرة في ليبيا تؤثر بشكل كبير (على تونس). وأعتقد أن القذافي لم يكن ديكتاتورا فقط، بل أعتقد أنه كان مجنونا وقام بمنع المجتمع من تنظيم نفسه، وعليه أتفهم مدى صعوبة تكوين الدولة بعد الثورة". وأوضح المرزوڤي أن "كل الإرهابيين يأتون من ليبيا، وعمليات تهريب أسلحة من ليبيا أيضا، ولهذا فإننا نعمل بشكل مكثف مع الإخوة الليبيين للسيطرة على الحدود، وهو تماما ما نقوم به مع الإخوة الجزائريين، حيث إنه ليس لدينا ما يكفي لتأمين الحدود. إنها مهمة ضخمة، ولهذا نحن نطلب المساعدة من الخارج، وذلك لأننا فعلا قلقون من التهديدات التي يمثلها الإرهابيون على تونس". وبخصوص الاعتداء الذي نفذه تنظيم "الشباب" الصومالي في نيروبي، الأسبوع الماضي، ومدى تأثير ذلك على الجهاديين في تونس، قال المرزوڤي: "هناك شبكة ضخمة من السلفيين الجهاديين يعملون معا، إلا أن الآن مشكلتي الأكبر هي سوريا، حيث أصبحت سوريا مشكلة داخلية في تونس، إذ هناك ما بين 500 و800 شاب تونسي ذهبوا إلى سوريا للجهاد، ولو عاد 200 منهم إلى البلاد فإنهم سيشكلون تهديدا، ولاحظنا هذا في مالي حيث يوجد العديد من التونسيين". وحول الأوضاع في مصر، قال الرئيس التونسي المؤقت إن "ما يحدث بعد تنحية الرئيس محمد مرسي يعتبر صدمة بالنسبة لي كشخص ديمقراطي، وأكثر ما يفاجئني وجود ليبراليين ونشطاء بحقوق الإنسان دعموا عزل الرئيس محمد مرسي.. إنني مصدوم من حقيقة أن هناك ليبراليين ونشطاء حقوق الإنسان يدعمون عزل رئيس تم انتخابه ديمقراطيا، وقبول هذا الحجم من العنف ضد الشعب، هذه الأمور صادمة لي ولكل ديمقراطي، والأمر المهم حول هؤلاء الليبراليين أنهم خانوا الديمقراطية". واعتبر المرزوڤي أن جماعة الإخوان المسلمين "طيف كبير من الإسلاميين وهناك المسلمون الجدد، وستكون هناك مواجهة بين المتطرفين العلمانيين من جهة والمتطرفين الإسلاميين من جهة أخرى، وهذا أمر سيكون غاية في الخطورة ليس على مصر فحسب بل على المنطقة، وهذا ما نتجنبه في تونس". وأضاف: "أنا لا أدافع عن الإخوان المسلمين، وكان عليهم الإبقاء على الحوار مفتوحا كما هو الآن في تونس، ومرة أخرى أقول إن مشكلتي هي ليست الإخوان المسلمين، بل هي الديمقراطية، وأن ما يحصل الآن خطير جدا على الديمقراطية، وأعتقد أن الديمقراطية ستعود في مصر إلا أنها ستحتاج وقتا طويلا".