بعد رحلة فنية انطلقت من برنامج "ستار أكاديمي"، بمشاركتها في بطولة مسلسل "ذاكرة الجسد"، حطّت الرّحال بالقاهرة، للمشاركة في العمل المصري "تحت الأرض"، مرورا ببلد الشام، تتحدث أمال بوشوشة في حوار ل"الخبر" على هامش مهرجان وهران للفيلم العربي، عن افتخارها بجزائريتها وأحلامها كفنانة. *قبل كل شيء.. هلا تفضلت بتقديم نبذة عن حياتك الشخصية؟ - أنا من مواليد وهران، كبرت وترعرت وسط المدينة وتابعت دراستي فيها، قبل أن ألتحق بفرنسا لمتابعة دراسات في التجميل، لأنها كانت هوايتي المفضلة. لكن أصول عائلتي من الشرق الجزائري ومن منطقة الونزة بالتحديد فأنا شاوية. بعد فترة من الدراسة انتقلت إلى منطقة المشرق ولبنان بالتحديد أين شاركت في برنامج "ستار أكاديمي" وكانت لي تجارب في التنشيط مع فضائيات عربية. *إذن مسلسل "ذاكرة الجسد" هو الذي فتح لك أبواب عالم التمثيل والدراما السورية؟ - لا أنسى طالما حييت فضل السيدة أحلام مستغانمي التي اختارتني لتقمص دور البطولة في المسلسل المقتبس عن روايتها "ذاكرة الجسد"، والعمل مع المخرج نجدت أنزور والممثل جمال سليمان، كان متعة لا تضاهيها متعة. سررت بالعمل لأنه أضفى بصمة جزائرية خاصة على بداية مسيرتي الفنية وتقمصي لدور جزائرية تتحدث بلهجة محلية، لم يكن عائقا في رواج العمل في كل العالم العربي. سيظل هذا العمل الفني يحتفظ بمكانة خاصة في قلبي ومسيرتي الفنية. *هل توقفت مسيرتك في الدراما السورية، خاصة بعد اعتذارك عن المشاركة في مسلسل "زمن البرغوث" لأسباب أمنية؟ -هذا أمر مكتوب. لكنني أقف تحية إجلال وإعجاب للعاملين في مجال السينما السورية، بسبب استمرارهم في العمل وإنتاج أعمال قيّمة، رغم كل المصاعب والوضع المأساوي. هذا في حد ذاته تحدّ يستحق التنويه ودليل على استمرار الحياة مهما كان الثمن. قضيت سنوات لا تنسى في الشام وعشت تجربة إنسانية فريدة، ولم أحس ولو مرة أنني غريبة، بل كان الكل يناديني "بابنة بلد المليون ونصف المليون شهيد"، الأمر الذي جعلني أحس بعظمة جزائر الشهداء خارج الوطن. *انتقلت لخوض تجربة جديدة في الدراما المصرية، كيف كانت وماذا عن رد فعل عالم الفن والجمهور المصري تجاهك، خاصة بعد الأزمة الكروية بين البلدين منذ ثلاث سنوات؟ -أظن أن عالم الفن أسمى من كل هذه الصراعات. وخلال إقامتي في مصر، لم أحس ولو مرّة بسلوك عدواني اتجاهي سواء من المواطنين أو من أهل الفن، بل على العكس من ذلك وجدت ترحابا واستقبالا رائعا أينما حللت. لقد خُضت تجربة رائعة، بفضل التعامل الاحترافي لفريق التمثيل. واختياري لتقمص الدور لم يكن مجاملة، بل لإيمان المخرج السوري حاتم علي بقدراتي الفنية. لقد حضّرت جيدا لخوض هذه التجربة وتمرّنت لمدة ستة أشهر على اللهجة المصرية في القاهرة. كما أن الاشتغال مع الأستاذ حاتم علي، منحني ثقة أكبر خلال التصوير وكانت أجواء التصوير رائعة. *ماذا عن مشاريعك الفنية، وهل هناك مقترحات لتقمص دور في السينما؟ -أدرس حاليا عدة مشاريع، لكن لا أريد الخوض فيها الآن قبل أن تصبح الأمور ملموسة. سأستغل فترة إقامتي في بيروت، للتفكير بجدية في كل المقترحات التي وصلتني. وأنا جد متحمسة لخوض تجربة سينمائية. يبقى حلمي هو المشاركة في كوميديا موسيقية بحكم شغفي بالغناء. كما أحلم بتقمص أدوار شخصيات جزائرية تاريخية على غرار الملكة البربرية "الكاهنة" وشخصيات نسائية أخرى يزخر بها ماضينا الضارب في التاريخ. *ما رأيك في واقع السينما في الجزائر؟ -أود تجسيد مشاريع كثيرة في الجزائر، أفضل عدم الكشف عنها. أما بخصوص قطاع السينما في الجزائر الذي يتوفر على طاقات إبداعية وفنية أكيدة، يجب أن يحظى بدعم مالي أكبر، مع إعطاء الأولوية للتكوين في شتى مجالات الصناعة السينمائية للنهوض بهذا القطاع. *تحضرين اليوم الطبعة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي كعضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، كيف وجدت الأجواء؟ -يبدو المهرجان منظما، وهناك احترافية أكثر في التكفل بالضيوف والسينمائيين. وكوني ابنة المدينة لاحظت تحسنا ملموسا من الجانب الأمني، لأن الأمن أمر مهم جدا في نجاح مهرجانات من هذا المستوى، ويسمح بتقديم صورة جيدة عن الجزائر. مشاركتي فرصة للاحتكاك بجمهوري في وهران في قاعات العرض، شعرت خلالها بمدى إلمامه بمساري الفني ومتابعته لأعمالي الدرامية ولم يبخل عليّ بتشجيعاته. ولأول مرّة اكتشفت دفء جمهوري بالجزائر، بعد أن كنت من قبل أحّل بوهران للقيام بزيارة خاصة لعائلتي وأتحاشى الظهور في الأماكن العامة حفاظا على حياتي الخاصة. أعتز بانتمائي لوطن كبير مثل الجزائر وأعد جمهوري في الجزائر بذل قصارى جهدي لأكون في مستوى بلد الشهداء. تحياتي الحارة لكل الجزائريين وقراء جريدة "الخبر" التي أكنّ لها كل الاحترام والتقدير.