تحيط منشورات «فلاماريون» بكثير من السرية كتابا من المنتظر أن يصدر في باريس، الشهر المقبل، وفيه تروي سيسيليا أتياس، طليقة الرئيس الفرنسي السابق، وقائع حياة ربطتها بثلاثة أزواج، كان نيكولا ساركوزي ثانيهم. وفي حين لم تكشف الدار الناشرة عنوان الكتاب فإنها عهدت بالترويج له إلى وكالة متخصصة في العلاقات مع الصحافة، على أن تسمح لمجلة «لوبوان» الأُسبوعية بنشر صفحات منه قبل صدوره. تبلغ سيسيليا من العمر 56 عاما. وقد تعرفت على ساركوزي حين كان عمدة شابا لضاحية «نويي» الراقية وتولى بنفسه عقد زواجها على نجم التلفزيون جاك مارتان. وبعد أن وضعت طفلتين تركت زوجها لترتبط بعلاقة مشتبكة مع العمدة والسياسي اليميني الصاعد الذي طلق زوجته الأُولى وأم ولديه وارتبط بها. وطوال سنوات زواجهما، كانت سيسيليا المحرك الذي يتبع ساركوزي ويساعده بحيث إنها اتخذت لنفسها مكتبا مجاورا لمكتبه، حين أصبح وزيرا للداخلية، وتطوعت للعمل مديرة لمكتبه وكانت تشرف على مواعيده وتذهب، أحيانا، لتنوب عنه في افتتاح مراكز الشرطة أو تخريج أفواج من رجال الأمن. ورغم العشق الذي ربطهما وأثمر طفلا هو اليوم في سن المراهقة، فإن الوفاق لم يستمر بينهما وتركت سيسيليا زوجها، مرة أُولى، عام 2005. وسافرت إلى الولاياتالمتحدة لتكون بقرب صديقها رجل الأعمال الفاسي ريشار أتياس. ثم وافقت، بعد مفاوضات شارك فيها أصدقاء الطرفين، على العودة إلى ساركوزي لتكون بجانبه خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى الرئاسة. وفي حين تصور كثيرون أن المياه عادت إلى مجاريها بينهما فإن المقربين لاحظوا أن زوجة ساركوزي تؤدي دورا متفقا عليه وقد ضغطت على نفسها ورضخت للإلحاح ونزلت إلى الشارع، في ساعة متأخرة، لكي تلتحق بأنصاره وتحتفل معه بفوزه برئاسة الجمهورية. رفضت سيسيليا، المولودة لأب من قبائل الغجر السلافية وأُم من يهود إسبانيا، أن تقيم في قصر «الإليزيه» واختارت العيش في منزل قديم ملحق بقصر «فيرساي». ورغم حياتها القصيرة كسيدة أُولى فإنها تركت بصمتها يوم سافرت إلى ليبيا وقابلت القذافي وعادت معها، بالطائرة، بالممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا محتجزين في ليبيا بتهمة نقل مرض «الإيدز» إلى أطفال البلاد. ومن المنتظر أن تشرح سيسيليا تفاصيل تلك الصفقة في كتاب مذكراتها التي قد تحمل عنوان «رغبة في الحقيقة». تطلقت سيسيليا، رسميا، من الرئيس الفرنسي بعد أقل من سنة على رئاسته وعادت إلى نيويورك لتتزوج، في ربيع 2008، من صديقها المغربي الأصل الذي كانت قد تعرفت عليه، قبل ذلك بأربع سنوات، عندما نظما سوية تجمعا انتخابيا كبيرا لدعم ترشيح ساركوزي للرئاسة. وكان ريشار أتياس معروفا في أوساط العلاقات الدولية كأحد منظمي ملتقيات دافوس في سويسرا.