بعد أن أثار الانتباه في العديد من الملتقيات السينمائية،بجرأته وأسلوب تعاطيه مع قضايا المجتمع،استطاع الفيلم السعودي "وجدة" للمخرجة الشابة هيفاء المنصور، أن يتوج بالجائزة الكبرى للمهرجان،ليلة أمس السبت، في حفل ختام فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بمدينة سلا،المجاورة للرباط. ولم تتمكن السينما المغربية من الفوز بأية جائزة،رغم أن البعض كان يراهن على فيلم " زينب ، زهرة أغمات" للمخرجة فريدة بورقية، الذي يسرد حياة زينب النفراوية، زوجة البطل التاريخي، يوسف بن تاشفين، مؤسس مدينة مراكش. وعاب النقاد على الفيلم المغربي كونه يتسم بالطابع التلفزيوني ، وتغيب عنه المعالجة السينمائية، علما أنه كان في الأصل عبارة عن مشروع مسلسل تلفزيوني، قبل أن يتم تحويله نحو السينما من طرف مخرجته، التي اشتهرت بإخراجها للعديد من المسلسلات التلفزيونية. وتدور أحداث الفيلم السعودي المتوج، الذي تلعب فيه دور البطولة الطفلة وعد محمد والممثلة ريم عبد الله، حول قصة الفتاة "وجدة" التي تحلم بأن تحصل على دارجة هوائية، رغم القيود المفروضة على ذلك في مجتمعها المحافظ، وفق وكالة الأنباء المغربية. وفازت الممثلة الجنوب إفريقية، لراينا كامبل، بجائزة أحسن دور نسائي عن فيلم "ليلى فوري" للمخرجة بيا ماريس، في حين فاز لكون شين من هونغ كونغ بجائزة أحسن دور رجالي عن أدائه في فيلم "منعرجات" للمخرجة فلورا لو. وأحرزت نانا إكفتيميشفيلي جائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الجورجي "إيكا، ناتيا، يوميات شباب من جورجيا" الذي أخرجته بشكل مشترك مع سيمون كروس، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم للفيلم السويدي "كل، نم ومت" للمخرجة كابرييلا بيكلر. وأكدت عضوة لجنة تحكيم الدورة، الممثلة والمخرجة المغربية سناء عكرود، في تصريح لوكالة الأنباء المغربية ، أن الاختيار ضمن الأعمال المشاركة التي "تصل إلى مصاف الأفلام العالمية كان صعبا" ، مشيدة بالخصوص بالأداء "الساحر" للأطفال واليافعين الذين كانوا نجوم هذه الأعمال. من جهة أخرى، تميز حفل اختتام المهرجان بتكريم المخرجة المغربية فريدة بورقية. وأعربت السيدة بورقية، في تصريح لنفس الوكالة، عن سعادتها الكبيرة بهذا التتويج الذي "يحصل في هذه المدينة الجميلة، ويحتضنه هذا الجمهور المتحمس"، معبرة عن شكرها العميق للمنظمين. من جهة أخرى، عبر المنسق العام للمهرجان، عبد المجيد الحسوني، عن ارتياحه للأجواء التي مرت فيها فقرات الدورة وجودة الأعمال المشاركة والمنتمية للقارات الخمس، منوها بالخصوص بفوز فيلم من إخراج سيدة سعودية بالجائزة الكبرى للمهرجان. وأكد الحسوني، في تصريح مماثل، أن الهاجس الأول للمهرجان كان هو "إعادة الاعتبار للفرجة الجماعية، وهو ما حصل في هذه الدورة من خلال الحضور المكثف للنخب السياسية والثقافية والجماهير الشعبية". وفضلا عن لحظتي تكريم الممثلة المصرية آثار الحكيم والمخرجة المغربية فريدة بورقية والمسابقة الرسمية، تضمن برنامج هذه الدورة، التي أقيمت تحت رعاية الملك محمد السادس، على الخصوص تنظيم منتدى حول موضوع "سينما المرأة وحلم الربيع العربي"، وورشات لكتابة السيناريو يشرف عليها مهنيون مغاربة وأجانب. كما فتح المهرجان نافذة على الفيلمين الطويل والقصير المغربيين، واحتفى بتجربة السينما الشيلية التي كانت ضيفة الدورة السابعة للمهرجان، وذلك من خلال عرض أفلام مخرجات أمثال أليسيا شيرسون الحائزة على الجائزة الكبرى للدورة الثانية للمهرجان عن فلمها "إلعب" سنة 2006. يشار إلى أن لجنة تحكيم الدورة السابعة للمهرجان تكونت من الممثلة والمخرجة المغربية سناء عكرود والمنتجة والمخرجة البوركينابية أبولين طراوي، والممثلة الفرنسية آتا موكلاليس، والممثلة الألمانية أنيتك ولب، والممثلة المصرية داليا البحيري، والصحفية والناقدة البولونية مارزينا موسكال.