أعلن الجيش الجزائري، أمس، أنه قتل خمسة مسلحين يتبعون «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في منطقة شرق العاصمة، في أول عملية عسكرية مهمة للجيش منذ رمضان الماضي. وتزامن ذلك مع اختيار فرع التنظيم في الساحل الصحراوي اثنين من قادته الميدانيين لقيادة كتيبة «طارق بن زياد» و «سرية الفرقان» بعد مقتل قائديهما في مواجهات وقعت في مالي خلال الأشهر الماضية. وأفادت وزارة الدفاع الجزائرية أن وحدة عسكرية قتلت الجمعة «خمسة إرهابيين بمنطقة دلس في ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)» واسترجعت أسلحتهم وهي من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة. وعلّقت الوزارة أن «هذه العملية النوعية التي تمت إثر تتبع وترصد لتحركات المجموعة الإجرامية تُعبّر عن عزم وتصميم الجيش الوطني الشعبي على تطهير الوطن من هؤلاء المجرمين». وهذه أول عملية بهذه الحصيلة منذ شهر رمضان الأخير عندما قتلت قوات الجيش أربعة مسلحين خلال عملية قرب مدينة سور الغزلان بولاية البويرة التي تقع على مسافة 120 كلم جنوب شرقي العاصمة. وكان بين القتلى آنذاك الأمير بورياح رابح المعروف ب «عياض أبو عبدالرحمن» المكلّف التنسيق بين المناطق ومساعده أبو الوليد التهامي وهو نائب الأمير الوطني لفرع «القاعدة» المغاربي. وتعزز مثل هذه العمليات النوعية قناعة لدى الجيش الجزائري أن تنظيم «القاعدة» فقد أو يكاد يفقد قدرته على إعادة هيكلة توزيعه عبر المناطق الجزائرية، في ظل وجود «إمارة» قوية في الساحل الأفريقي وبروز جيوب للتنظيم في كل من تونس وليبيا. وفي سياق آخر، بدأت تتأكد المعلومات عن خلافة قياديين في فرع الصحراء للتنظيم لآخرين قتلوا قبل أشهر. وتفيد مصادر أمنية جزائرية أن المعطيات الواردة من مالي تؤكد حصول تعيينات بينها اختيار «أبو سعيد الجزائري» المكنّى «أبو مقاتل» ليتولى منصب أمير كتيبة «طارق بن زياد» خلفاً لقائدها السابق عبدالحميد أبو زيد الذي قُتل خلال المواجهات مع القوات الفرنسية في جبال تغارغات بأقصى شمال شرقي ملي، أثناء محاولة قوات فرنسية وتشادية اقتحام معاقل المسلحين الإسلاميين هناك. كما اختار التنظيم الموريتاني «عبدالرحمن» المكنى «طلحة الليبي» (من مواليد ليبيا)، أميراً ل «سرية الفرقان» خلفاً لأميرها السابق محمد الأمين ولد الحسن المكنى عبدالله الشنقطي الذي قُتل في قصف للمروحيات الفرنسية في شمال مالي. وأوردت صحف موريتانية أن «طلحة الليبي» من الموريتانيين الذين التحقوا بالتنظيم في شمال مالي بداية عام 2006، وقد عمل ضمن القادة الميدانيين للتنظيم الذين أُسندت لهم مهمة السيطرة على مدينة تمبكتو وحفظ الأمن فيها خلال الفترة ما بين نيسان (أبريل) 2012 وكانون الثاني (يناير) 2013 إبان سيطرة مقاتلي التنظيم عليها. وفي المقابل، ذكرت صحف جزائرية أن «أبو سعيد الجزائري» خبير في أجهزة الإشارة العسكرية وتقني مهم في الإعلام الآلي، وكان مسؤولاً عن العتاد في كتائب الصحراء في تنظيم «القاعدة»، وقد عمل لسنوات تحت وصاية عبدالحميد أبوزيد، وشارك في المعارك عام 2012 ضد الجيش المالي، كما قاد عملية اختطاف الرهائن الفرنسيين في النيجر عام 2010.