يشارك الرئيس التونسي المؤقت، منصف المرزوقي، في أعمال الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت مساء امس الأحد، لتتواصل لغاية 28 من الشهر الجاري فيما حذر المرزوقي من ان العام 2014 سيكون من اصعب الاعوام بالنسبة لبلاده. وقالت دائرة الإعلام والتواصل التابعة للرئاسة التونسية في بيان، تلقت يونايتد برس أنترناشونال، نسخة منه، إن الرئيس المرزوقي غادر صباح امس مطار تونسقرطاج الدولي باتجاه نيويورك على رأس وفد رفيع يضم في صفوفه وزير الخارجية عثمان الجرندي. وأشارت في بيانها إلى أن المرزوقي سيلقي كلمة أمام الوفود المشاركة في أعمال هذه الدورة، كما سيشارك في عدد من التظاهرات الموازية، التي ستُنظم على هامش الدورة. وكانت وزارة الخارجية التونسية أعلنت يوم الجمعة الماضي أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنتخبت بالإجماع تونس نائبا لرئيس دورتها ال 68 التي ستبحث جملة من المسائل الدولية المتصلة بالأمن والسلم والتنمية وحقوق الإنسان. ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة الجديدة 170 موضوعا منها قضايا حفظ الأمن والسلام وتجنب النزاعات المسلحة وحماية البيئة والمساهمة في التنمية المستقرة للدول ومنع انتشار السلاح النووي والدفاع عن حقوق الإنسان وضمان سيادة القانون. وستواصل الجمعية العامة للأمم المتحدة بحث مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي خلال هذه الدورة التي سيتم على هامشها عقد اجتماعات وتظاهرات رفيعة المستوى تتعلق بمتابعة تحقيق أهداف الألفية للتنمية وبعلاقة الهجرة الدولية بالتنمية، إلى جانب عقد اجتماع حول الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة. وعلى صعيد آخر حذر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، من أن العام 2014 سيكون من أصعب الأعوام بالنسبة لبلاده التي تُعاني من أزمة سياسية وإقتصادية وأمنية خانقة يُرجح أن تتعمق أكثر فأكثر بعد إعلان الإتحاد العام التونسي للشغل عن فشل وساطته بين المعارضة والحكومة. وقال المرزوقي في حديث بثته ليلة السبت – الأحد قنوات تلفزيونية محلية تونسية مقربة من حركة النهضة الإسلامية، إن العام المُقبل ‘سيكون من أصعب الأعوام على تونس، لأن الآلة الاقتصادية مشلولة'. وأضاف أن ‘الخروج من هذه الأزمة يتطلب اتفاق الفرقاء السياسيين على تنظيم انتخابات خلال الأشهر الستة المقبلة'، واقترح في هذا الصدد خارطة طريق جديدة لتنفيذ هذا الحل تتضمن ثلاث نقاط، هي ‘الانتهاء من الدستور، وتشكيل هيئة مستقلة للانتخابات، وتحديد موعد إجراء الانتخابات وضبطه بقانون'. وقال المرزوقي إنه يعمل حاليا من أجل الوصول إلى إتفاق بين مختلف الأحزاب السياسية حول بنود خارطة الطريق المذكورة ، وذلك ‘لتبديد الضبابية التي يتسم بها المشهد السياسي البلاد'. ولكنه رفض في المقابل المطلب الرئيسي للمعارضة، أي إستقالة الحكومة الحالية برئاسة علي لعريض القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية، وإستبدالها بحكومة مُستقلة ومحدودة العدد، باعتبار أن الحكومة الحالية التي تشكلت على أساس المحاصصة الحزبية، فشلت سياسيا وأمنيا واقتصاديا. وشدد على أن'استقالة الحكومة الحالية لن تكون لأن المعارضة طالبت بذلك'، واعتبر أن هذه الحكومة ‘لم تفشل، لأنه لا وجود لحكومة تفشل في ظرف 4 أشهر'. وتُجمع الأوساط السياسية والاقتصادية على أن الأزمة التي تعصف بتونس منذ إغتيال النائب المعارض محمد براهمي في 25 يوليو/تموز الماضي، مُرشحة لأن تتفاقم خلال الأسابيع والأشهر القادمة على الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.