حالما انتشر خبر منحه الجنسية المغربية في الجريدة الرسمية، انهال الإعلام الجزائري على «ملك الراي» وانطلقت حملات التخوين والانتقاد في وجه النجم الذي ارتكب «المعصية الكبرى» في سابقة هي الأولى من نوعها، صار «ملك الراي» الشاب خالد مغربيّاً! القرار الذي صدر في الجريدة الرسمية المغربية ولّد الكثير من الانتقادات في الجزائر ل«نجمها الذي فضّل المملكة على الجمهورية»، بينما انشرح عشّاقه في المغرب. الشاب خالد الذي قرر الاستقرار نهائياً في المغرب، تاركاً باريس بعد التصديق على قانون زواج المثليين فيها، حصل على الجنسية المغربية، بموجب قرار ملكي بتاريخ 20 آب (أغسطس) الماضي، ونشر في الجريدة الرسمية قبل أيام. كثرٌ سخروا من الشاب خالد حين استقرّ في المغرب، وقالوا إنّه مصاب بالهوموفوبيا، لكنّهم لم يكونوا يعتقدون أنّ صاحب أغنية «وهران روحي بسلامة» سيودّع نهائياً موطنه وهران، ويختار المغرب موطناً جديداً له. حصول «ملك الراي» على الجنسية الجديدة لم يبد مفاجئاً بالنسبة إلى المغاربة، لأنّه لطالما أعلن صداقته للملك محمد السادس، كما أنّ المغاربة اعتادوا رؤيته في مهرجاناتهم وفي الحملات الإعلانية لبعض شركات الاتصالات لديهم، وارتبطت أغنياته بمراهقة وشباب الملايين منهم. الشاب خالد المتزوج من مغربية، هو صديق للملك الذي أهداه فيلا في ساحل السعيدية الراقي (شرق المغرب). منطقة تنحدر منها زوجة النجم الجزائري، وتشهد سنوياً «المهرجان الدولي للراي» الذي ينظّم في وجدة، ويعتبر الشاب خالد من نجومه الأوفياء. المنطقة الشرقية المغربية تتاخم الحدود الجزائرية وتتقاسم معها اللكنة والموسيقى والعادات، خصوصاً أنّها ظلّت لقرون تشكل وحدة قبل أن يفرّق الاستعمار الفرنسي وحكومات ما بعد الاستقلال بينهما. مقابل انتشاء الصحافة المغربية بخبر حصول الشاب خالد على الجنسية المغربية، بدأت حملات النقد تنتشر في الصحافة الجزائرية من خلال مقالات لم تخل من التخوين. «الشروق أون لاين» كتبت مقالاً مليئاً بالعنصرية والظلامية عن النجم الجزائري الذي «غنّى عن الحانات وأنواع الخمور المختلفة، وغنّى عن ممارسة الحب في البيوت الصفيحيّة (البرّاكات)، وتعاون مع اليهودي الفرنسي جان جاك غولدمان في ألبوم «عايشة»»، وذكرت أنّه غنّى مع «نجل الفنان الفرنسي ذي الميول الصهيونية أنريكو ماسياس»، قبل أن تسأل «ما المثير في القضية إذاً؟». ولمّحت الكثير من المواقع الإلكترونية إلى أنّ النجم الجزائري صار من «رعيّة الملك محمد السادس»، فيما انتقدت أخرى «استفادته من المال العام بالعملة الصعبة حين كان يقدّم الحفلات في الجزائر». أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فوصف الكثير من الجزائريين الشاب خالد بأنّه «خائن، ومدمن ومنحلّ أخلاقياً»! خبر حصول المغني الجزائري على الجنسية المغربية خلط الفن بالسياسة بفعل الحساسية الموجودة بين البلدين. صحيفة «الخبر» انتقدت في مقال بعنوان «خالد يطعن الجزائر» السياسيين والفنانين والرياضيين الجزائريين، ووصفت حصولهم على جنسيات دول أخرى بأنّه «أزمة هويّة». الجانب السياسي لحصول صاحب أغنية Cest la vie على الجنسية زاد نقمة الكثير من الجزائريين عليه. المعروف أن الشاب خالد دافع دائماً عن الوحدة بين البلدين الجارين، وكان يحمل علمي البلدين في وقت لا يتوقف فيه السياسيّون من الطرفين عن تبادل الاتهامات والضربات من تحت الحزام. الأكيد أنّ حصول «ملك الراي» على الجنسية المغربية سيقطع حبل الودّ بينه وبين بلده الأم. الكثير من مغنّي الراي كالشاب بلال وفوديل وغيرهما تعرّضوا للكثير من الانتقادات حين حملوا العلم المغربي في حفلات موسيقية هناك، فما بالك بمن ارتكب «المعصية الكبرى» وحمل جنسية «الشقيق العدو»؟!