ابتداء من يوم 5 شتنبر الجاري، أصبح ملك الراي والنجم العالمي في هذا الفن الشبابي، مغربيا بوثائق رسمية وليس بكثرة التردد على مدن المملكة وإحياء السهرات فيها فقط. عدد الجريدة الرسمية الصادر بهذا التاريخ، حمل ظهيرا ملكيا استثنائيا، يمنح بموجبه الملك محمد السادس الجنسية المغربية للفنان الجزائري، ويعفيه من جميع العوائق القانونية والإدارية التي قد تحول دون هذا الإجراء. القرار، حسب مصادر مقرّبة من الفنان الجزائري الأصل، والحامل للجنسية الفرنسية كجنسية ثانية، ظلّ مؤجلا منذ بدايات العام 2012، حيث كان الملك محمد السادس قد منح مغني الراي الجزائري، الشاب فضيل"، الجنسية المغربية. فيما منح الشاب خالد فيلا بمدينة السعيدية. هذه الهبة كانت قد أثارت ضجة في الأوساط الجزائرية، ليردّ الشاب خالد على ذلك بالقول إنه تلقى الفيلا هدية من صديقه الملك، "والذي لم يتغيّر بعدمنا أصبح ملكا، "وهذا ما أثر في كثيرًا، وقد أبقينا على علاقة الصداقة كما كانت في السابق". "بموجب الظهير الشريف رقم 1.13.68 الصادر في 12 شوال 1434 (20 اغسطس 2013) مُنحت الجنسية المغربية بصفة استثنائية للسيد خالد حاج براهيم، المولود في 29 فبراير 1960 بوهران بالجزائر. ترفع عن السيد خالد حاج براهيم قيود الأهلية الخاصة بالتجنيس"، يقول الظهير الملكي المقتضب، والذي جعل نجم الراي الاول في العالم، أحد "رعايا" الملك محمد السادس رسميا. الشروط التي رفعها الظهير الملكي عن الشاب خالد، تتمثل في منع الأجانب الحاصلين على الجنسية المغربية طيلة السنوات الخمس الاولى بعد تجنيسهم، من تحمّل "وظيفة عمومية أو نيابة انتخابية يشترط فيمن يقوم بهما التمتع بالجنسية المغربية"، كما "لا يجوز أن يكون ناخبا إذا كانت الصفة المغربية شرطا للتسجيل في اللوائح الانتخابية". كما أعفى الظهير الملكي الفنان العالمي مما ينص عليه قانون الجنسية المغربية من شروط، من قبيل الإقامة المنتظمة والدائمة في المغرب طيلة خمس سنوات. فيما يخوّل القانون نفسه، تجنيس أي شخص "يؤدي للمغرب خدمات استثنائية أو تنجم عن تجنيسه فائدة استثنائية للمغرب". علاقة المغني العالمي بالملك محمد السادس تعود إلى فترة ولاية العهد، حيث كانا يرتبطان بصداقة قوية، روى بعض تفاصيلها الشاب خالد في حوارات صحافية، فيما أكد الملك محمد السادس في استجواب سابق أجراه مع جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، عشقه لفن الراي إلى جانب الروك. "ملك المغرب محمد السادس يحبني وهو صديقي" قال الشاب خالد في أحد حواراته حين شُئل عن طبيعة علاقته بالعاهل المغربي، مضيفا أنه ورغم إقدامه على رفع راية البوليساريو في إحدى سهراته، وغضب الصحافة المغربية عليه بسبب ذلك، اتصل به الملك محمد السادس في اليوم الموالي، قائلا له "إنك حر". قبل شهور قليلة، تحوّل التردد الدائم للشاب خالد على المغرب لإحياء السسهرات في مختلف مدنه، إلى إقامة دائمة كرد فعل على مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يبيح الزواج المثلي. الشاب خالد المتزوّج من مغربية والذي ظلّ يقيم في الديار الفرنسية، أعلن رسميا حينها قراره الانتقال إلى المغرب والاستقرار فيه رفقة أسرته الصغيرة. فيما تلعب زوجته سميرة ديابي، دورا كبيرا في اختياراته وقراراته الحاسمة،ويرجّح أنها كانت بتأثير كبير في توطيد علاقته بالمغرب، حيث يتحدّث الشاب خالد بشكل دائم عن حبه الكبير لزوجته لدرجة خصّها بأغنية تحمل اسمها. قرارات ملكية سابقة بمنح شخصيات شهيرة الجنسية المغربية، شملت في الفترة الاخيرة، صيف العام الماضي تحديدا، فنانا فرنسيا آخر من أصول جزائرية اسمه "جيرار دارمون". ويُعتبر دارمون، اليهودي الديانة، من بين الشخصيات الفرنسية البارزة المرتبطة بالمغرب بعلاقة خاصة، حيث يتردد كثيرا عل مدينة مراكش، كما يُعتبر أحد أبرز ضيوف دورات مهرجانها السينمائي الدولي. كما يُعتبر جيرار دارمون، أحد أبرز الوجوه الفنية التي ساندت الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند في حملته الانتخابية، حيث حضر حفل إطلاق الحملة الانتخابية، كما كانت له مواقف قوية ضد اليمين المتطرف في فرنسا، حيث ذهب في إحدى تصريحاته إلى تشبيههم بالفكر النازي لهتلر.