أُعلن في تونس امس الجمعة عن تأسيس إئتلاف حزبي موال لحركة النهضة الإسلامية تحت إسم ‘الإئتلاف الوطني لإنجاح المسار الديمقراطي'،وذلك في خطوة لمواجهة المعارضة التي استطاعت التوحد في إطار جبهة الإنقاذ الوطني، فيما اعلن حزب العمال التونسي فشل الحوار غير المباشر مع الائتلاف الحاكم . ويضم الإئتلاف الحزبي الجديد 12 حزبا مغمورا لا تُخفي مرجعياتها الإسلامية، منها ‘حزب الثقافة والعمل'،و'حزب الإصلاح والتنمية'،و'حزب القيم والرقي'، و'الحركة الوطنية للعدالة والتنمية'،فيما غاب عنه شريكا حركة النهضة الإسلامية في الحكم ،أي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل من أجل العمل والحريات. وقال محمد القوماني الأمين العام ل'حزب الإصلاح والتنمية' الذي أختير ليكون الناطق الرسمي بإسم هذا الإئتلاف الحزبي الجديد خلال مؤتمر صحافي عقده امس ،إن الأحزاب المشاركة في الإئتلاف تؤكد على أهمية البقاء على المجلس الوطني التأسيسي ‘بإعتباره السلطة الأصلية المعبّرة عن إرادة الشعب في هذه المرحلة'. ودعا إلى ضرورة التوافق لإنهاء المرحلة الإنتقالية في أسرع وقت ‘عبر إستئناف أعمال المجلس التأسيسي وإستمرار الحكومة في أداء مهامها وتأمين المرفق العمومي'. وأشار القوماني إلى أن هذا الإئتلاف الحزبي الجديد يدعو إلى مؤتمر وطني عاجل للحوار الوطني دون شروط مسبقة وخارج أي وصاية،وذلك لإيجاد حل للأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد منذ إغتيال المعارض محمد براهمي في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الماضي. ولفت مراقبون إلى أن الإعلان عن هذا الإئتلاف الحزبي الجديد،يأتي في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات التي يجريها الإتحاد العام التونسي للشغل (أكبر ثلاث منظمات نقابية في البلاد) مع الإئتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة الإسلامية، والمعارضة لإيجاد مخرج للأزمة السياسية،إلى طريق مسدود . وكان حسين العباسي الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل قد اعترف بفشل هذه المفاوضات،دون أن يحمل مسؤولية هذا الفشل لأي جهة،فيما تبادلت المعارضة والإئتلاف الحاكم الاتهامات بالتسبب في هذا الفشل. من جهته أعلن حزب العمال التونسي، أحد مكوني جبهة الانقاذ الوطني المعارضة، الخميس عن فشل الحوار غير المباشر مع الائتلاف الحاكم. وقال الحزب في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) نسخة منه إن جولة الحوار غير المباشرة بين جبهة الانقاذ والائتلاف الحاكم انتهت ‘كما كان منتظرا إلى مأزق'. وأرجع الحزب ، في بيانه ، تعطل الحوار الى ‘تعنت حركة النهضة الاسلامية وتشبثها بكرسي الحكم رغم فشلها الذريع في إدارة شؤون الحكم على كل المستويات'. وقال حزب العمال إن ‘مواقف التعنت والهروب الى الأمام والإقرار بنجاح وهمي للمجلس التأسيسي وما انبثق عنه من أجهزة، هو دليل على كون هذه الحركة ليست حركة حوار ولا تفاوض'. وأضاف ‘وهي حركة لا علاقة لها بمطالب الشعب ولا باستحقاقات الثورة التي خذلتها بمواصلة الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والارتباطات الخارجية للنظام المخلوع والتي ثار عليها الشعب وقدم النفس والنفيس′. يذكر ان الاتحاد العام التونسي للشغل احد المنظمات الرئيسية الراعية للحوار بين السلطة والمعارضة كان تقدم بمبادرة لحل الازمة تدعو لحل الحكومة المؤقتة الحالية والابقاء على المجلس الوطني التأسيسي بآجال محددة ومراجعة التعيينات في الادارة التونسية القائمة على الولاء الحزبي. ويتم التفاوض بين السلطة والمعارضة في اطار هذه المبادرة لكن حتى اليوم لم تفض المقترحات الى قبول بين الجانبين. وكان التيار الشعبي، فصيل آخر من جبهة الانقاذ، أعلن في وقت سابق عن تعبئة شعبية في السابع من ايلول/سبتمبر الجاري بمناسبة اربعينية السياسي الراحل محمد البراهمي الذي اغتيل في 25 تموز/يوليو واشعل موته فتيل ازمة سياسية حادة في البلاد. وستنظم اربعينية البراهمي تحت شعار ‘يوم الحسم'. وقال حزب العمال إن ‘فشل هذا الحوار يؤكد حتمية تصعيد حركة النضال الجماهيري السلمي والمدني من أجل فرض الرحيل على جوقة الفشل والعجز′. من جانب آخر انتقدت الهيئة العليا للاتحاد من أجل تونس الذي يضم خمسة احزاب معارضة، في بيان لها اليوم ما وصفته ب'التعنت الشديد للترويكا (الائتلاف الحاكم) وتعطيلها للحوار مع المنظمات الوطنية الراعية للحوار مع مواصلة التعيينات الحزبية لمزيد التحكم في مفاصل الدولة'.