ارتفعت أسعار الذهب أمس مسجلة مستوى قياسيا هو الأعلى منذ أكثر من شهرين، ويواصل سعر الذهب ارتفاعه منذ 3 أيام مستفيدا من عدة عوامل بعد أن عرف بداية الصيف تدنيا كبيرا، ويرتقب أن تتأثر السوق المحلية في الأسعار من موجة الارتفاع بعد مدة تتراوح عموما ما بين 45 يوما وشهرين أي مع نهاية سبتمبر المقبل، وهي عادة المدة التي تراعى فيها مستويات الأسعار على المستوى الدولي وتكييفها محليا. أشارت البورصات العالمية إلى أن سعر الذهب بلغ 1374.75 دولار للأوقية في 16 أوت، ليرتفع أمس إلى حدود 1790 دولار مقابل 1376.35 دولار للأوقية أمس الأول، علما أن الأوقية وحدة قياس الذهب يتراوح وزنها بين 24 إلى 33 غراما. ويؤكد خبراء البورصات العالمية أن التوقعات تشير إلى كسر الذهب لمستوى 1400 دولار للأونصة خلال الشهر المقبل، على أن ينهي العام الجاري بالقرب من مستوى 1500 دولار، وهذا غير مستبعد نظرا لارتفاع الطلب الفعلي وعودة السيولة إلى أسواق المعادن الثمينة. وساهم انكماش سعر صرف الدولار في تدعيم أسعار الذهب في السوق الدولية، خاصة مع عودة المستثمرين إلى اعتبار الذهب كمادة ملجأ. وجاء الارتفاع القياسي بعد أن تدنت أسعار المعدن النفيس إلى مستويات دنيا، حيث فقد حوالي 200 دولار في الأوقية، ووصل إلى حدود 1180.50 دولار في نهاية جوان الماضي، ما ساهم في تدني أسعار غرام الذهب في السوق المحلية، إذ أضحى غرام الذهب يتراوح حسب الأسواق بين 2100 و2400 دينار لغرام الذهب من عيار 18. وتساهم تقلبات صرف الدولار بالخصوص في تزايد موجة المضاربة وبالتالي تقلبات الأسعار، خاصة مع تدني سوق الأسهم ولجوء المستثمرين مجددا إلى المعادن النفيسة ومنها الذهب، ويضاف إلى العوامل الظرفية المتصلة بالسوق عوامل أخرى مرتبطة بعدد من صناديق الاستثمار التي قامت بتوظيف جزء من مواردها في مخزون الذهب، ما شجع العديد من المستثمرين على طلب كميات من الذهب أيضا، ومع ارتفاع الطلب زاد السعر. وسجل سعر الذهب انخفاضا حادا في الفترة الممتدة من أفريل إلى جوان 2013 بنسبة بلغت 25%، وعليه كانت الأسعار محليا قد تأثرت إيجابا مع تدني أسعار الغرام أيضا خاصة في الصيف. وعلى العكس، فإن الأسعار ستعرف ارتفاعا محسوسا مع نهاية شهر سبتمبر، بالنظر إلى المعطيات الحالية وتوقع الخبراء أن تظل أسعار الذهب في مستوى عالٍ خلال شهر أوت الجاري. وعلى صعيد متصل، عرفت أسعار الفضة أيضا زيادة محسوسة، حيث بلغت حدود 23.4 دولار للأوقية مقابل 23.3 دولار أول أمس، و22.83 دولار الجمعة الماضية، و20.31 دولار مند ثمانية أيام. ويتبع منحى الفضة ذلك الذي يأخذه الذهب بفعل زيادة الطلب عليه في الفترة الأخيرة، وإن كان الطلب عليه من قبل المستثمرين أقل مقارنة بالذهب.