مثّلت «إنها الحياة» حدث الصيف، فاستحقّت جائزة أفضل أغنية لعام 2013. الفنان الجزائري يطلّ على الجمهور اللبناني من «مجمع فؤاد شهاب» مساء الجمعة، مازجاً بين إيقاع الراي والموسيقى الأندلسية والقناوي، والشعبي. لم يكن تتويج «إنّها الحياة» كأفضل أغنية عالمية لسنة 2013، الا عودة قوية للشاب خالد (1960) الذي لم تأفل نجوميته زهاء 20 عاماً في سماء الموسيقى العالمية. فتك صاحب الضحكة الشقية بلقب «ملك الراي» منذ صدور أغنيته «دي دي» التي وضعت الموسيقى العربية عام 1992 في مصاف العالمية، وبيع منها 3 ملايين ونصف مليون نسخة. الفنان الجزائري يحلّ غداً الجمعة ضيفاً على لبنان، حيث يحيي أمسية في «مجمع فؤاد شهاب» (جونية) جامعاً بين جديده وأغنياته القديمة الخالدة. رغم أنّه حاول تبني اسمه الحقيقي خالد حاج ابراهيم، لدى بلوغه الأربعين من العمر، إلا أنّه يصعب انتزاع لقبه الذي اتخذه منذ ولوجه الفن عام 1975، وتتويجه بأول جائزة في «مهرجان الراي» في وهران عام 1985. بعنفوان الشباب، أحيا صاحب «عبد القادر با بوعلام» مهرجانات عديدة في قارات العالم الخمس خلال هذه السنة، مقدّماً أغنيات ألبومه الجديد Cest La vie (إنها الحياة) الذي بيع منه مليون نسخة في أوروبا وحدها بعد شهرين فقط على صدوره في أيلول (سبتمبر) 2012 (إنتاج المغربي نادر خياط/ ريد وان الشهير بتعامله مع كبار النجوم على غرار ليدي غاغا وجنيفر لوبيز). الألبوم الذي أعاد «الكينغ» إلى عالم تصوير الكليب بعد غيابه عن الأغنية المصوّرة لسنوات، يحوي 12 أغنية أداها باللغتين العربية والفرنسية، بلمسة شرقية مازجاً إيقاع الراي بالموسيقى الاندلسية والقناوي، والشعبي، متناولاً بعض قضايا مجتمعه كالهجرة غير الشرعية في أغنيته «حراقة». يُحسب لخالد تفانيه في مزج أغنية الراي مع الانواع الموسيقية المعاصرة كالبوب، والموسيقى الإلكترونية ورقمنتها وتوظيف ايقاعات الآلات العربية ك «الدربوكة» والعود، وتعاونه مع كبار الموزعين العالميين كالمؤلف الفرنسي جان جاك غولدمان في أغنيته الشهيرة «عايشة» التي ترجمت إلى ثلاثين لغة وحطمت الرقم القياسي في المبيعات عام 1996. بدأ الشاب خالد الغناء باكراً في الأعراس في حيّه «الكمين» الشعبي وسط وهران (432 كلم غرب الجزائر)، قبل أن يحترف الغناء في الملاهي الليلية. تتلمذ على شيوخ الراي كالشيخ عبد القادر الخالدي. ومنذ أن غيّر إدخال الآلات الحديثة كالغيتار الكهربائي منحى الموسيقى الأكثر شعبية في الغرب الجزائري مطلع الثمانينيات، وبثت للمرة الأولى أغنيات الراي عبر وسائل الاعلام الرسمية، بعدما ظلّت حبيسة الأماكن الضيقة، تصدرت أغنيات الراي المشهد الفني الجزائري والمغاربي. هكذا، حققت أغنية «لا كمال»، و«طريق الليسيه» للشاب خالد شهرة منقطعة النظير. هاجر صاحب «بختة» إلى فرنسا عام 1986 ليشق طريقه نحو العالمية بعد توقيعه عقداً مع شركة «يونفرسال» العالمية للانتاج الموسيقي. بصدور أغنيته «دي دي» عام 1992، أصبح أول فنان عربي بلغت شهرته كامل أوروبا وأميركا وصولاً إلى أقصى آسيا والهند حيث وظفت بوليوود وهوليوود أغنياته في أفلامها. ظفر الشاب خالد بجوائز رفيعة أبرزها «سيزار» لأفضل موسيقى تصويرية عام 1994 عن فيلم Un, deux, trois, soleil للمخرج الفرنسي بيرتران بلييه، وحاز أربع مرات جائزة «وورد ميوزيك أوورد» عام 2013 عن «إنّها الحياة». ورغم بلوغه قمة المجد الفني، ظلت شخصيته تتسم بعفوية وبساطة، متمسكاً بابتسامته العريضة التي اشتهر بها إعلامياً منذ التسعينيات، حين كانت بلاده تغرق في جحيم التطرف والإرهاب، فكان وجهها الباسم المفعم بالفرح. العرّابة عرفت ألبومات الشاب خالد رواجاً على غرار «كوتشي» (1988)، و«صحراء» (1996) كما أعاد ابن وهران توزيع أغنيات من ريبيرتوار الفن الجزائري مكرّماً عرابة الراي الشيخة الريميتي، وسيد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري وتروبادور الاغنية الجزائرية الحاج محمد العنقة. أما ألبومه «إنها الحياة» فقد بيع منه أكثر من 1.3 مليون نسخة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحوالي 2.5 مليون نسخة في العالم. وتركز الألبوم على معاناة الشباب الجزائري والهجرة السرية (حراقة). وعزا «ملك الراي» هذا النجاح الذي حصده إلى مواضيع العمل وملامسته معاناة الشباب.