حينما التقى المحامي يوسف الشهبي، ابن "ماما آسية" (آسيا الوديع الأسفي)، الملك محمد السادس،يوم عيد العرش لتسلم وسام والدته، فوجيء المتتبعون، وهو يضم الملك ويعانقه، وكأنه صديق قديم للجالس على العرش، وقد أثارت هذه الخطوة نقاشا، ذكر بذلك الذي أثير حينما سلمت ماما آسية على الملك محمد السادس في السجن سنة 2006، وتوصلت بتحذير ممن بلغوها أنها تجاوزت التقاليد المخزنية المرعية، حسب ماأوردته يومية " اخبار اليوم" في عددها الصادر اليوم. وسألت الجريدة الشهبي بالمناسبة، في حديث معه، عما إذا كان قد التقى الملك محمد السادس، فالطريقة التي صافحه بها، أعطت للبعض الانطباع أن لقاءات سابقة جمعت بينهما،فكان جوابه،أن "المناسبة الوحيدة التي تحدثت فيها إلى الملك،كانت حينما اتصل بي محمد السادس بعد وفاة ماما آسية لتقديم العزاء، وما تزال كلماته محفورة في ذهني إلى اليوم، حيث قال :" لقد ضاعت لي حتى أنا ..ماضاعتش ليك بوحدك". ولدى استفسار الشهبي عن الطريقة المختلفة تماما عن التقليد المخزني في تحية الملك، التي أثارت الكثير من الجدل، رد بالقول:" نعم، تتبعت ذلك النقاش،لكن لاأعتقد أن التحية تستدعي كل هذه الضجة،خصوصا أن كل شيء جرى بشكل عفوي وتلقائي، ولم يكن مصطنعا، ولا مرتبا له، ولذلك أحسست بكثير من المواساة والعزاء، وأنا أصافح الملك،خاصة وقد صدرت عن عاهل البلاد عبارات تقدير ومحبة واحترام في شخص الراحلة، ولذلك كان الشعور بالفخر والاعتزاز والاحترام، ودون قصد أو ترتيب مسبق كما قلت، صافحت الملك بطريقة اعتبرها البعض مثيرة للجدل، وهي في الحقيقة ليست إلا تعبيرا عن شعور رقيق في لحظة إنسانية بامتياز لملك مفعم بالإنسانية. والدتي، أيضا تعرضت للموقف نفسه،وكان ذلك بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك لسجن عكاشة سنة 2001، وبعد انتهاء الزيارة جاءها مسؤول من وزارة العدل، وأخذ عليها طريقتها في السلام على الملك، معتبرا إياها بأنها مخلة بالقواعد المعمول بها،وفقا للطقوس المخزنية المرعية، والدتي قالت يومها، لمن زار بيتها، وهو يخاطبها بلغة قاسية،إنه إذا كانت طريقتها في السلام على الملك اعتبرت خطأ، فإنها مستعدة لتقديم استقالتها، وفي النهاية تبين أن مااعتبر خطأ من طرف البعض ليس إلا اجتهادا في غير محله،والدليل استمرار الملك في دعم كل خطوات والدتي". تعليق الصورة: يوسف الشهبي يعانق الملك محمد السادس.