ومما جاء في التقرير ،أنه لم يعد الموسيقيون من كل أنحاء العالم والشباب التائق للحرية يتغيب عن موعد مهرجان كناوة الذي يقام كل سنة منذ 16 عاما في مدينة الصويرة على المحيط الأطلسي وسط غرب المغرب، حتى أنه صار في أذهان العديد مرادفا لها ويعرف في الأوساط الفنية ب "مهرجان الصويرة" وإن كانت تستقبل مهرجانات موسيقية أخرى على غرار مهرجان الموسيقى الكلاسيكية ومهرجان "الأندلسيات" ومهرجان المواهب الصاعدة.... وينجح مهرجان كناوة في إعادة الاعتبار للتراث والموسيقى الروحية حاملا كل الماضي الإفريقي الذي امتزج بالبعد الصوفي الإسلامي، مشيدا بالبساطة وبعراقة الإيقاعات التي تنسج كنهه. وافتتحت هذه الدورة بحفل كبير على خشبة المنصة الرئيسية "منصة مولاي الحسن" قرب أسوار المدينة العتيقة وغير بعيدة عن الميناء. وأحيا السهرة "المعلم" سعيد كويو في "دمج" مع النادي البحري من الإمارات وهوارة، ثم تواصل العرض مع المعلم عمر حياة الذي يعتبره المختصون "جيمي هنكريكس" الكناوة. وفي نهاية الأمسية غنت الفنانة إيسكا التي كبرت في بريطانيا لكنها من مواليد الزيمبابوي ثم غنى المعلم عبد الكبير مرشان، كل على حدة، قبل أن "ينصهروا" في فقرة "انصهار" أو "فوزيون" fusion في عرض مشترك يترجم روح المهرجان الحريص على تلاقح الحضارات والمراجع الثقافية، وتمازج القديم بالحديث، من خلال اللقاء بين كبار المعلمين الكناويين مع نجوم الجاز و "البلوز" وموسيقى العالم.