أكد الشاعر العربي أدونيس (علي أحمد سعيد)٬ مساء أمس الاثنين بالرباط٬ أن المغرب يجسد الخلاصة الحضارية للقاء بين الشرق العربي والغرب الأوروبي. وقال أدونيس٬ تحية لجمهور مغربي افتقد لقاءه شعريا٬ مند زمن طويل٬ "لا أجد خيرا من المغرب لتجسيد هذا النموذج". وأهدى الشاعر جمهورا شغوفا غص به مسرح محمد الخامس قصيدة في مديح المغرب٬ يناهز عمرها ثلاثة عقود ونصف٬ بعنوان "مراكش٬فاس.. والفضاء ينسج التآويل". انسابت القصيدة طرية عاشقة وهي تحلق في فضاءات المغرب المتنوع٬ الساحر٬ بكنوزه الطبيعية وذاكرته التراثية٬ ويبدو فيها أدونيس٬ مرتحلا٬ جسدا وروحا٬ بين نخيل مراكش الحمراء وأطلس إموزار وإيفران ليحلو له التيه في تضاريس فاس القرويين وابن عربي. في هذه القصيدة "طفلا تدخل الى مراكش.. في حاشية من توابع الشجر والعشب.. تحييك طلائع النخيل..."٬ مراكش "حيث تلبس القصيدة قفطانها٬ وحيث ساحة جامع الفنا كون مشحون بكهرباء الذكرى". وفي فاس "هو ذا التاريخ ينز من الجدران.. يطلع من النوافذ.. يمسكنا بأيدينا ويسير أمامنا". عن سن الثانية والثمانين٬ بدا الشاعر الذي يعتبر من مجددي القصيدة العربية الحديثة٬ في ذروة الحيوية٬ إلقاء وتفاعلا مع صدى الكلمة وتوتر الإيقاع. وقرأ أدونيس الذي حل ضيفا على الرباط في طريقه للمشاركة كضيف شرف في مهرجان فنون الشعر العربي بأكادير٬ قصيدته الشهيرة "الوقت": "حاضنا سنبلة الوقت٬ ورأسي برج نار.. ما الدم الضارب في الرمل٬ وما هذا الأفول قل لنا٬ يا لهب الحاضر، ماذا سنقول مزق التاريخ في حنجرتي وعلى وجهي أمارات الضحية.. ما أمر اللغة الآن وما أضيق باب الأبجدية" وجاءت الأمسية التي قدمها الكاتب محمد نور الدين أفاية٬ احتفاء بالرباط كتراث إنساني٬ بمبادرة من منتدى فنون للثقافة والإبداع واللجنة الجهوية لحقوق الانسان بالرباط- القنيطرة. يذكر أن الدورة الرابعة لهذه التظاهرة٬ التي تحتضنها مدينة أكادير من 16 إلى 18 ماي الجاري٬ من تنظيم كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير٬ وتتضمن قراءات شعرية لثلة من الشعراء من مختلف الحساسيات مثل صلاح الوديع ومراد القادري ومحمد طاوس و العالية ماء العينين وعبد الرحيم الخصار وأحمد سعد ومحمد أمين وعبد الخالق جيد جيد وأحمد محمد مولود وحسن الوزاني وياسين عدنان وحسن مكوار وسعيد الباز ووداد بنموسى وأحمد الأحمدي. وسيتم بنفس المناسبة تكريم عدد من الأسماء الشعرية والفنية مثل الطالب بويا لعتيك وعبد الكريم الطبال وفاطمة شهيد وعلي شوهاد وأحمد لمسيح. وتتميز هذه الدورة أيضا بتنظيم عدد من المحاضرات حول قضايا ترتبط بالشعر الأمازيغي ومجموعة ناس الغيوان والشعر الصوفي٬ على أن تقوم المطربة المغربية كريمة الصقلي بإحياء حفل الاختتام الذي سيتوج بالإعلان عن الفائز بجائزة فنون للشعر "صنف الطلبة" والفائز بجائزة الدورة الرابعة لمهرجان فنون للشعر المغربي.