قال وزير السياحة السيد لحسن حداد "إنه يتعين علينا الانفتاح أكثر على السوق السياحي الخليجي٬ لرفع وتيرة استقطاب السياح الخليجيين وتعزيز وجهتنا السياحية على الصعيد الدولي". وأوضح السيد حداد٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ على هامش مشاركته في فعاليات معرض "سوق السفر العربي بدبي" (6 -9 ماي الجاري)٬ أن هذا الانفتاح "سيمكننا من تحقيق حضور نوعي في دول الخليج التي تتمتع بإمكانات تمويلية مهمة٬ وتربطنا بها رحلات جوية منتظمة"٬ مضيفا "طموحنا هو رفع وتيرة استقطابنا السياحي بهذه السوق الواعدة٬ ونحن نحاول أن نجتهد أكثر من أجل تنويع عرضنا السياحي في هذه السوق٬ وخلق منتوجات سياحية تلائم وتلبي احتياجات السائح الخليجي". وسجل الوزير أن "السائح الإماراتي مثلا مهم بالنسبة إلينا٬ لأن هامش استهلاكه مرتفع ومدة إقامته في المملكة طويلة نسبيا٬ لذلك نحن نعتبر أن تقوية حضورنا في السوق الإماراتية٬ التي تتوفر أيضا على إمكانات لوجيستية مهمة تتمثل في شبكة دولية للنقل الجوي٬ سيمكننا من زيادة وتيرة جلب السياح وتعزيز موقعنا على صعيد الوجهات السياحية الدولية الأخرى٬ باعتبار وجهة المغرب وجهة صاعدة وواعدة وتشهد تطورا مستمرا". وفي هذا السياق٬ أكد السيد حداد أن "انفتاحنا على السوق الخليجية بالأساس لن يكون طبعا على حساب أسواقنا التقليدية المعروفة في أوروبا وأمريكا وروسيا٬ لأن الأهم بالنسبة إلينا هو أن نساير وتيرة التطور السياحي على الصعيد العالمي"٬ مذكرا بأن توقعات منظمة السياحة العالمية تفيد بأن عدد السياح على مستوى العالم٬ سيشهد خلال العشر سنوات القادمة زيادة بمعدل 600 مليون سائح٬ وكل هؤلاء السياح سيأتون من الأسواق الصاعدة في أوروبا الشرقية وجنوب شرق آسيا والخليج العربي وأمريكا اللاتينية٬ لذلك سيكون لزاما علينا التواجد الفعلي والنوعي في هذه الأسواق لرفع معدل استقطابنا السياحي في هذه البلدان". وبشأن خصوصية السوق السياحية الخليجية٬ قال السيد حداد إن هذه الخصوصية٬ "ترتبط أساسا بطبيعة المنتوج السياحي الذي يقبل عليه السائح الخليجي"٬ مبرزا أن السوق الخليجية "تعتمد بشكل كبير على مشغلي ومروجي الرحلات٬ لذلك نحن منكبون حاليا على إطلاق منتوجات سياحية جديدة من قبيل صنف السياحة العائلية التي تعتمد على خدمات التبضع (الشوبينغ) والترفيه والتنشيط الرياضي والرحلات البحرية المنظمة٬ أولا لتنويع عرضنا السياحي وثانيا لتوفير شروط إقامة مريحة ومناسبة للسائح الخليجي وبمواصفات جودة عالية". وأضاف "نحن ندرس حاليا كل الخيارات التي ستتيح لنا إمكانية التعرف أكثر على احتياجات هذه السوق تحديدا٬ ومن جميع الجوانب٬ كما نبحث في الوقت ذاته السبل الكفيلة بتعزيز وتطوير شراكتنا مع دولة الإمارات على الخصوص٬ ودول الخليج عموما في المجال السياحي٬ أملا في جلب مزيد من الاستثمارات السياحية إلى المملكة". وبخصوص المشاركة المغربية في الدورة ال20 لمعرض سوق السفر العربي بدبي٬ قال الوزير إن حضور المملكة في هذا الحدث السياحي العالمي يروم "تعزيز موقع ووجهة المغرب السياحية بدول الخليج٬ وبحث إمكانات الشراكة مع المستثمرين الخليجيين والدوليين٬ ووضعهم أيضا في صورة الأوراش الكبرى التي انخرطت فيها بلادنا من أجل النهوض بالقطاع السياحي على الصعيد الوطني". وأشار إلى أن دولة الإمارات أصبحت "تضطلع في الوقت الراهن بدور مهم على صعيد المنطقة كمركز مالي واستثماري عالمي"٬ لذلك "يهمنا الانفتاح أكثر على المؤسسات الاستثمارية والمجموعات المالية والأبناك وصناديق التمويل بأبوظبي ودبي٬ من أجل خلق شراكات اقتصادية ثنائية وجلب مزيد من المستثمرين والترويج للفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع السياحي والفندقي في المملكة". وأضاف السيد حداد أنه سيعقد بهذا الخصوص لقاءات "رود شوو" مع عدد من المؤسسات الاستثمارية الإماراتية لإطلاعها على المشاريع والأوراش السياحية الكبرى قيد الإنجاز وتلك المبرمجة٬ وحثها على الانخراط ودعم برامج التنمية السياحية في المغرب. ويروم معرض سوق السفر العربي 2013٬ الذي افتتح أول أمس بدبي٬ بحث مستجدات الصناعة السياحية وقطاع السفر والترفيه على مستوى المنطقة العربية والعالم٬ بمشاركة وزراء السياحة وخبراء في قطاع الفندقة والضيافة والترويج السياحي وأكثر من 2500 شركة ومؤسسة سياحية من 87 دولة من بينها المغرب.