تحولت جلسة عمومية في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)،بعد زوال اليوم،إلى فضاء للجدل بين فريقين، أحدهما في المعارضة والثاني في الأغلبية الحكومية. يتعلق الأمر هنا بالتحديد، بفريق الأصالة والمعاصرة، وفريق العدالة والتنمية،الذين تبادلا بعض الاتهامات فيما بينهما، أمام مرأى ومسمع من السيدة شرفات أفيلال، رئيسة الجلسة،التي وجدت نفسها في موقف حرج،أمام نقاش ساخن،خارج السيطرة، فكانت مضطرة لرفع الجلسة، والدعوة لعقد اجتماع مع رؤساء الفرق في مسعى منها لإعادة الانضباط إلى القاعة. وفي التفاصيل ، أن الصراع بين " البام" و" البيجيدي" ، في مجلس النواب،اندلع إثر طلب عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، نقطة نظام، طرح من خلالها، ما وصفه بتجاهل الحكومة التعامل مع مقترح قانون حول أملاك الدولة، تقدم به فريقه. وقال وهبي ،إن فريقه مستاء كثيرا من سياسة الحكومة في تهميش مختلف المجهودات التشريعية التي تقوم بها فرق المعارضة في العديد من المجالات القانونية. وأشار إلى ماأسماه ب"التمييز الذي يطال مقترحات القوانين الخاصة بفريق الأصالة والمعاصرة، حيث لم تتم إلى حدود اليوم برمجة أي مقترح من مقترحات القوانين التي أعدها الفريق ووضعها لدى مكتب المجلس بصورة رسمية". وأردف وهبي "أن الفريق قد وضع مقترح قانون ينظم أملاك الدولة، وبدل برمجته للمناقشة داخل اللجنة المختصة، يفاجأ بأن الحكومة تهربت وطرحت طلب عروض لإعداد مشروع قانون في نفس الموضوع، متسائلا في الأخير: هل يتعلق الأمر بإهانة المعارضة؟ أم بكون اقتراحات المعارضة لم تعد تعني المجلس والحكومة وبالتالي فليعلونها صراحة؟"على حد قوله. واحتد الصراع، بعد أن انبرى الحبيب الشوباني، وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني للرد على وهبي،ليتطور الأمر إلى جدل صاخب بين الطرفين تحت قبة مجلس النواب، تابعه المشاهدون على شاشة التلفزة المغربية التي كانت تنقل وقائع هذه الجلسة الأسبوعية،جريا على عادتها كل إثنين. نفس جلسة اليوم ،في مجلس النواب ،شهدت أيضا لحظات من الشد والجذب، على خلفية النقاش حول قضية الصحراء،وهذه المرة بين حسناء أبوزيد، عضو فريق الاتحاد الاشتراكي، وعبد الله بوانو،رئيس فريق حزب العدالة والتنمية ، خلال تعقيب الأخير على جواب لسعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، بشأن سؤال محوري تقدمت به الفرق النيابية ،يتعلق بتطورات ملف الوحدة والترابية للمملكة المغربية. وكانت الكلمة التي أثارت غضب واحتجاج النائبة حسناء أبوزيد،وأعضاء فريقها، هي " خطابات نشاز"، التي جاءت على لسان بوانو،في تلميح منه إلى أن تدخلات البعض لاتستقيم ومتطلبات الالتفاف حول هذه القضية التي تتطلب إجماعا وطنيا،وجبهة داخلية موحدة، مؤكدا أنها "موضع إجماع وطني". وفي غمرة الأخذ والرد،ساد الهرج أجواء الجلسة العمومية، رغم محاولة بوانو تهدئة الوضع بالتعبير عن احترامه لحزب في حجم الاتحاد الاشتراكي،ظل دوما وفيا لمواقفه إزاء قضية الصحراء، مناضلا من أجلها، كغيره من الأحزاب السياسية. وبسبب التوتر الذي هيمن على القاعة، وفي مبادرة منها لامتصاص حدة التدخلات الصاخبة، وطلبات "نقط نظام" بعض النواب،لجأت رئيسة الجلسة ، شرفات أفيلال ، إلى رفع الجلسة. وتم فيما بعد، استئناف مجلس النواب لأشغاله، باستكمال جدول أعماله، بالاستماع إلى أجوبة عدد من الوزراء على الأسئلة الشفوية المتعلقة بمختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية.