تميز اليوم الأول من مقام الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالمغرب،بجلسة المحادثات التي جمعت بينه وبين مضيفه الملك محمد السادس٬ بالقصر الملكي بالدارالبيضاء . وذكر بيان للديوان الملكي، أن قائدي البلدين عبرا٬ بهذه المناسبة٬ عن ارتياحهما للشراكة الاستثنائية التي تجمع المغرب وفرنسا٬ وهي شراكة نموذجية مطبوعة بالثقة المتبادلة٬ ومنتجة للفرص ومنطوية على التضامن الفعلي. وأردف البيان، الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية، أن العاهل المغربي والرئيس الفرنسي اعتبرا أن الزيارة الرسمية التي يقوم بها السيد فرانسوا هولاند للمملكة تشكل فرصة ثمينة لتعميق وتجديد هذه العلاقات المتميزة والفريدة في الميادين السياسية٬ والسوسيو- اقتصادية٬ والثقافية والإنسانية. وفي هذا الصدد٬ أشاد الرئيس الفرنسي بالدينامية الإيجابية للإنجازات والإصلاحات الإرادية التي يشهدها المغرب٬ بقيادة الملك محمد السادس٬ والتي جعلت ممارسة الديمقراطية والتنمية البشرية من الأولويات. وخلال تبادل وجهات النظر الذي ميز هذا اللقاء٬ تم الاتفاق٬ بصفة خاصة٬ على إعطاء الأولوية٬ في العلاقات بين البلدين٬ لمجتمع المعرفة٬ والتربية والتكوين في مهن المستقبل٬ وهي القطاعات المحدثة لمناصب شغل قارة. كما أن إيلاء الاهتمام للإنتاج الصناعي المشترك٬ والطاقات المتجددة٬ والتكنولوجيات الجديدة٬ وتحديث الفلاحة والصيد البحري٬ وكذلك التجهيزات الأساسية٬ يدخل ضمن المسعى نفسه ويرمي إلى تحقيق هدف النمو المشترك. وسجل قائدا البلدين ٬ كذلك ٬ الأهمية التي تكتسيها التظاهرات الثقافية التي ستنظم في خريف سنة 2014 في فرنسا٬ وطابعها التكاملي٬ وهو ما يشكل شهادة حية على الغنى والتنوع الفني والثقافي المغربي وانفتاحه على القيم الكونية. وخلال هذه المباحثات٬ حرص الرئيس فرانسوا هولاند على تجديد تأكيده على ثبات موقف فرنسا من ملف الصحراء. وأشاد الرئيس الفرنسي٬ من جهة أخرى٬ بالدور البناء الذي يضطلع به المغرب في قيام فضاء أورو-متوسطي يسوده السلم٬ والاستقرار٬ والرخاء المشترك. كما دعا الرئيس الفرنسي إلى تعزيز الشراكة المتعددة الأبعاد بين المغرب والاتحاد الأوروبي٬ في إطار "الوضع المتقدم". وأكد الملك مجددا للرئيس هولاند الالتزام الصادق للمغرب لفائدة تفعيل الاتحاد المغاربي. واتفق قائدا البلدين٬ في هذا الصدد٬ على أن الاندماج المغاربي سيمكن من فتح آفاق واعدة لتعاون أقوى ليس فحسب في غرب المتوسط (5 زائد 5) ولكن أيضا على صعيد الاتحاد من أجل المتوسط. من جهة أخرى٬ استعرض العاهل المغربي والرئيس الفرنسي بشكل مستفيض القضايا الرئيسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وهكذا٬ اتفق قائدا البلدين على ضرورة مواكبة المسلسل السياسي الذي أطلق في مالي. وإذ شددا على ضرورة مواصلة عمليات تأمين مناطق شمال مالي ونشر الاستقرار فيها٬ اتفق الطرفان على أهمية تشجيع حوار مفتوح وصريح بين كل مكونات المجتمع المالي وكذا على ضرورة إجراء انتخابات في أقرب الآجال. وجدد العاهل المغربي والرئيس فرانسوا هولاند٬ بهذه المناسبة٬ تمسكهما بإيجاد رد شامل ومتفق عليه من قبل المجموعة الدولية على التهديد الشامل الذي يحيق بمنطقة الساحل والصحراء. وبهذه المناسبة٬ شكر السيد هولاند٬ بصفة خاصة٬ العاهل المغربي على دعم المغرب للجهود النبيلة لفرنسا والبلدان الأخرى في المنطقة من أجل إعادة الاستقرار في مالي وحماية سكانه. وأعرب قائدا البلدين عن انشغالهما الشديد باستمرار تفاقم الوضع الإنساني في سوريا. وجدد العاهل المغربي والرئيس الفرنسي التأكيد على الطابع الاستعجالي لانتقال سياسي سريع٬ ودعيا٬ في الوقت نفسه٬ إلى الالتزام بتنسيق المبادرات في الميدان وتوحيد مواقف قوى المعارضة. وفي الختام٬ أكد الملك محمد السادس ٬ رئيس لجنة القدس٬ مجددا٬ الحاجة إلى دعم المسلسل الواعد والحيوي للمصالحة الفلسطينية٬ وإيجاد صيغة جديدة لاستئناف فعلي للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية٬ من أجل تسوية هذا النزاع بشكل نهائي٬ وإتاحة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة على كل المستويات٬ تكون عاصمتها القدس الشريف٬ متعايشة في إطار من السلم والأمن٬ طبقا للمرجعية الأممية والشرعية الدولية. وبهذه المناسبة٬ وشح الملك محمد السادس الرئيس الفرنسي بقلادة الوسام المحمدي. ولإعطاء زخم جديد للعلاقات بين البلدين،ترأس الملك محمد السادس٬ مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن ،و الأمير مولاي رشيد ، والأميرات للا سلمى وللا مريم وللا حسناء٬ ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند٬ مرفوقا بالسيدة فاليري تريرويلر٬اليوم الأربعاء بالقصر الملكي بالدارالبيضاء٬ حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجالات متعددة. كما أشرف الملك محمد السادس٬ ٬ مرفوقا بالأمير مولاي رشيد ٬ورئيس الجمهورية الفرنسية السيد فرانسوا هولاند مرفوقا بالسيدة فاليري تريرويلر٬ اليوم الأربعاء بجماعة مجاطية أولاد الطالب٬ على تدشين محطة تصفية المياه العادمة لمديونة التي تعد مشروعا رائدا في مجال تبادل التكنولوجيات والخبرات بين البلدين. وبمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي،أكد الملك محمد السادس ٬ أن العلاقة القائمة بين المغرب وفرنسا ٬ ذات الطابع الاستثنائي٬ تستمد تميزها من التاريخ المشترك العريق ومن الروابط الثقافية والإنسانية التي تجمع الشعبين المغربي والفرنسي على نحو عز نظيره. وأضاف الملك ٬ في خطاب ألقاه خلال مأدبة العشاء التي أقامها ٬اليوم الأربعاء بالقصر الملكي بالدارالبيضاء٬ على شرف ضيفه الكبير ٬ إن هذه العلاقات تزداد رسوخا ومتانة بشكل مطرد٬ ولاسيما بفضل المبادلات الاقتصادية ذات الآفاق الواعدة٬ مبرزا أن خصوصية هذه العلاقة٬ المفعمة بروح الثقة والرصانة والانفتاح المستمر على المستقبل٬ تتجلى أيضا في نوعية التشاور السياسي المتواصل. "وإن ما تتميز به هذه العلاقة الخاصة بيننا٬ يقول الملك ٬ لهو الانخراط المتزايد لثلة من الرجال والنساء٬ الممثلين لعالم الاقتصاد والجماعات الترابية والمجتمع المدني٬ ومن الأفراد النشيطين لجاليتينا٬ الذين يتحلون بالعزائم القوية في إغنائها٬ والذين لا يقدر إنجازهم بثمن" ٬مشيدا بمواطني البلدين المقيمين بكل من فرنسا والمغرب٬ الذين "يرجع الفضل لانخراطهم وحيويتهم ومواهبهم الخلاقة٬ في تعزيز وإثراء الروابط التي تجمعنا". وبعد أن أشار إلى أن هذه العلاقة المثمرة٬ تتسم كذلك بقدرة البلدين على التكيف المستمر٬ تماشيا مع تطور مجتمعيهما واقتصاديهما٬ وعلى تجديد آليات التعاون بينهما بوتيرة منتظمة٬ جدد الملك عزمه الأكيد على تعميق وتطوير هذه العلاقة٬ لصالح تحقيق أهداف طموحة يتطلع إليها٬ بكل ثقة الشعبان المغربي والفرنسي. وعبر عن عن أمله في أن تندرج التربية والتكوين٬ بصفة دائمة٬ في صميم الشراكة بين البلدين ٬ باعتبارهما من أسس التنافسية والابتكار التي تتيح خلق مناصب شغل قارة٬ ودعامة لتطوير الطاقات المتجددة و"الاقتصاد الجديد"٬ موضحا أن هذا التوجه الطموح لخدمة الشباب في البلدين من شأنه أن يتيح استثمارا أفضل لأوجه التكامل الرائعة٬ التي يتميز بها اقتصادهما وإضفاء المزيد من الحيوية والتفاعل الإيجابي عليهما٬ فضلا عما سيكون له من أثر في خلق فرص تعود بالنفع على البلدين ٬ في ميادين المبادلات الاقتصادية والمعاملات والشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأبرز أن البلدين سوف يتمكنان ٬ من خلال توحيد جهودهما وتوظيف مؤهلاتهما توظيفا أمثل٬ في إطار الاستثمارات المشتركة٬ من تحقيق ما يتعذر بلوغه بالجهود المبعثرة٬ مبرزا أن فتح مجالات جديدة للإنتاج المشترك٬ على غرار ما يتم إنجازه في قطاع "المهن العالمية" للسيارات والطيران والصناعة الفلاحية٬ سيمكن البلدين من استكشاف شتى المصادر والوسائل الإضافية٬ التي ينبغي استغلالها لتحقيق المزيد من النمو. وأكد الملك بهذا الخصوص: " إنني لواثق من أن زيارة الدولة التي تقومون بها للمغرب ستمكننا من تقوية شتى أوجه التقارب التي تجمع بلدينا وشعبينا وترسيخها. ومما لا شك فيه٬ أن شراكتنا ستزداد قوة وثراء في كل مجالات الأنشطة الكفيلة بتحقيق الآمال والمزيد من التقارب".