واصل منتخب البرازيل أحد أقوى المرشحين للفوز بلقب كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 طريقه الناجح وبلغ الدور ربع النهائي دون عناء يذكر، وذلك بعد أن تخلص من جاره في قارة أمريكا الجنوبية تشيلي بثلاثية نظيفة على ملعب إليس بارك في العاصمة جوهانسبيرج تفوق البرازيل بشكل كامل على مجريات اللقاء منذ بدايته حتى النهاية، وهدد المرمى بشكل متواصل فضلا عن السيطرة المطلقة، وترجمت هذه الفرص عبر جوان وفابيانو وروبينيو على مدار الشوطين، لتتقدم السامبا نحو الموقعى التالية لمواجهة هولندا. بدا واضحا منذ الوهلة الأولى أن المنتخب البرازيلي لن ينتظر مرور الوقت للتعرف على نوايا منافسه، ولذلك فقد إستهل الأحداث بشكل هجومي "بحت" وأظهر هذا الأمر منذ الدقائق الأولى، عندما مر فابيانو إلى داخل منطقة الجواء ولكنه سدد بالعرض بعيدا عن المرمى (4). ثم أتبعه لاعب إرتكاز الوسط جيلبيرتو سيلفا الذي تقدم على مسافة قريبة من منطقة الجزاء وأطلق تسديدة كادت أن تصيب المرمى لولا تألق الحارس التشيلي برافو الذي حولها للركنية (9). وسرعان ما عاد كاكا ليكرر مشاهد التهديد الحقيقي على المرمى عندما سدد كرة أرضية مرت بجوار القائم (11). وظهر لاعب الإرتكاز الآخر راميريز "بدل ميلو الغائب" على مسرح الحدث وسدد هو الآخر من بعيد جاءت بأحضان الحارس برافو (15). سلسة الفرص والتهديدات الواضحة من "راقصي السامبا" كانت تمهد لأحداث أخرى، لكن الأمر إحتاج لبعض الوقت، حيث تلت هذه الفرص حالة من بسط السيطرة على مسرح العمليات بهدف البحث عن منافذ أفضل للمرمى بدلا من الكرات البعيدة، فعمل كاكا على توزيع الأدوار خصوصا نحو الأطراف التي تحرك نحوها روبينيو مع باستوس وألفيش مع مايكون، ولكن تلك العمليات لم تجد طريقها السليم للتهديد مرة أخرى. شدد لاعبو المنتخب التشيلي الخناق على منافسيهم وحرموهم من التجول بحرية عبر الضغط المتقدم، وحاولوا الخروج بمرتدات سريعة عبر بوسجور وجونزاليس وسانشيز وسوازو، لكنهم إفتقدوا للأبداع أمام قوة لوسيو وجوان. وبعد فترة من الهدوء، عادت إيقاعات "السامبا" لتدق بشكل أعلى وفق وتيرة أسرع، حين توالى الضغط ومن إحدى الركنيات عكس مايكون الكرة داخل منطقة الجزاء صعد إليها المدافع المتقدم جوان وحولها إلى الزاوية العليا لم ينجح برافو في إبعادها لتهز شباكه للمرة الأولى (34). ولم يكد دفاع تشيلي "يصحو" من وقع صدمة الهدف الأول، حتى نسج الثلاثي الخطير كرة الهدف الثاني، حين مرر روبينيو إلى كاكا على حدود المنطقة لعبها بذكاء أمام فابيانو الذي واجه الحارس وتخلص منه ليسجل في الشباك المشرعة (38). وختم باستوس الشوط الأول بتسديدة جديدة مرت من أمام المرمى لتجاور القائم بقليل (41). مع عودة اللعب في الشوط الثاني تغيرت نوايا تشيلي المتأخرة بهدفين، فأرادت التقدم للهجوم في محاولة لتقليص الفارق بوقت مبكر للعودة للمجريات. لكن راميريز قضى على طموحاتهم بوقت مبكر بعد أن قطع الكرة على دائرة المنتصف وتقدم ليشق طريقه بجسارة وعند خط منطقة الجزاء مهّد الكرة أمام روبينيو الذي سددها بذكاءه المعهود بعيدا عن متناول الحارس برافو لتهز شباكه للمرة الثالثة (59). دفع بيسلسا بفالديفيا وميار لدعم الهجوم في محاولة لرد القليل من الهجوم، وبالفعل فقد طرأ تطور على الشكل الهجومي للتشيليين عندما سدد فالديفيا كرة خطرة مرت فوق العارضة بقليل (65). ولكن ظلت المنعة الدفاعية البرازيلة هي العائق الأكبر في وجه كل الطلعات التشيلية، بل على العكس كاد روبينيو أن يستفيد من الإندفاع غير المحسوب، عندما تقدم في المساحة الشاغرة ودخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية أبعدها الحارس بأطراف أصابعه للركنية (74). ورد سوازو بكرة هي الأخطر لتشيلي عندما استلم كرة عرضية أرضية ثم استدار على لوسيو وسدد بقوة لكن أين يتواجد سيزار الذي أبعدها لركنية (75). بدأ دونجا بمنح لاعبيه قسطا من الراحة فسحب الثالوث الهجومي فابيانو وكاكا ومن بعدهما روبينيو بعد أن إطمأن على النتيجة. في الدقائق الأخيرة، ظهرت محاولات عادية للمنتخب التشيلي الذي ظل يبحث عن سبيل لطرق شباك البرازيل ولو للذكرى ، فسدد فالديفيا كرة عادية مرت بجوار القائم (89)، لتعلن الصافرة النهائية تأهل البرازيل وخروج تشيلي