تسترجع كل تلك الذكريات ...و تطغى على ذاتك هذه العبارات التي ظلت حبيسة الفؤاد و اللسان...لم يكن عليك ان تطيل الوقوف عند هذه المحطات المتتالية ...و تداركك الركون الى زاويتك اخر المطاف...هناك الكثير من العلامات الدالة على عبارات واحدة ...فانت تفهم ان تلك الديكة ...معها الكثير ممن الحق في ان تصيح في اول الصباح ...و ان تنفض عن اجنحتها المنكسرة كل الخمول... ولك الحق ايضا في ان تتصور نفسك ديكا يصيح في كل صباح ... و رجع الى ذاته اخر المساء، و استكان الى مخيلته ...فلغتك ايها الزمن لغة " اكلوني البراغيث"،وما عليك ...فكل فاعل له ان ياتي بمفعوله و ان كان فاعلا ايضا ...و لم لا تفعل فعل الحطيئة عندما قال : ارى لي و جها قبح الله سعيه فقبح من وجه و قبح حامله ربما كان اقبح شعر لاقبح شاعر ...و لكن في كل هذا القبح نجد جمالا لغويا...لقد صاغ الفعل قبح في اكثر من مرة ...في الماضي و بني على المجهول و رجاء عندما تمنى ان يكون فعل القبح صفة للشاعر نفسه... تداركته الذكريات بشكل متوال ...الى ان نسيها جميعا ...و اصبح يستنكر الوجوه، اصبح يرى الشر يستطير من كل مكان و كان ماله دليلا على صحة رؤياه ...و انتظر ان يغير رايه ذاك ...ليسع حلمه لذاته و لبقية المحيطين به ...على ان يكون يومه افضل من امسه ...و يعم الوئام و السلام كل ما يرى و يسمع...