عزيزتي: هل حقيقة يتوجب عليك أن تضعي في فمي طعاما مُرا كما تضع الأم على ثدييها حينما تريد أن تفطم صغيرها..؟أم أنك تخالين أنه لا يمكن لي الابتعاد عنك بعدما أخبرتك أنّ حياتي قاسية بلا معني وأنها عوالم مقلوبة ..؟ ففي غالب الأحيان كنت أردد أمامك عندما تلاشت صورتك : بأن الحياة تتدفق كالسيل والوقت يمضي من دون أن أُوقفه وتارة أراه ساكنا مثلي , فكل خططي التي أعمل من أجلها ترتد لي وعندما تجتاحني رغبة جامحة في أن أبصق , فهي تعود على وجهي الذي يستفز لاشعور القلم على الكتابة ... رغبتي "شمس النساء زهرة الشوك الفضي" , لماذا تطرحين نفس السؤال إن كنت أرى صورتك أمامي..؟ إنه دمار ونهاية..؟هل تريدين مرة أخرى أن تصنعي مني صبيا يخاف الظلام والأشباح ويحس بالخوف الشديد لكي أناديك..؟ لا تفقدينني أعصابي عزيزتي , لأني أحاول أن أقترب من دلالة "بوفون" "الأسلوب هو الانسان" أي أسلوب مأساوي..مأساة متميزة لم يسبقني لها أحد..فصورتك حقا تلاشت كمادة لكنها ترسخت كفكرة , أناديك أن تنتطريني: إنتظريني عزيزتي "شمس النساء"..؟ ليس لك أية رقعة جغرافية تنتمين إليها إلاّ أوراقي المكتوبة..أسست لك وطنا , عقيدة , سلوكات , أحلام , توجسات , هواجس , تخوفات , انطباعات... أسست لك دستورا إن خرقته قد أعاقبك وقد لا أفعل البتة..أعطيتك صلاحية البث في أمرك..ليس عليك..أن تقرري أو تحددي أو ترفضي..؟ لأني دائما كنت ألاحظ حركاتك رغم تفاهاتها الظاهرية ..فليس هنالك حقيقة ثابتة , ليس هناك إلاّ الإفتراض والإفتراض نفسه مفترض ..كنتُ أنام دائما في الجهة التي لا تشعرين بها..لا تشعرين أنك تنتمين لي , لا تؤمنين بي ..أعرف ذالك..؟ لا تمارسين طقوسا تتعبدين بها من أجلي , حتى أنك لا تتجملين لي عندما أريد أن أراك..؟ ما صريرتك أنت..؟جسد ملوث بالتعابير , عينين مأسويتن ..؟ خاطرة ترسوا على متنها خواطر الليل ..؟ أو لم أقل لك أنّ صورتك تلاشت كمادة ..؟ هل تريدين التلون بألوان مادية ..إذن الطعام هويتك..الفضلات..أنهي إختيارك..؟ فكلماتك المحظوضة تهاجمني , تقرإيني ككتاب مترجم لا يحتاج الى تأويل أو فلسفة...كلماتك تُقرُّ بأن الحب سورة ذاتية ثُمثل ارتباط اثنين , ثم تعلنين أنّ الحب لا يحيا في دنيا الانفعال, فهل أسلوب الحب يُكتسب إذن..؟ سألتك هكذا من قبل عندما كنت أرمقك بنظراتي الكئية التي تبعث على الريبة والخوف..عندما تهت هاربة في اتجاه الفضلات والأحضان المادية..؟ وحدثك عن "الحب" و "المجد": كان لا يعرفان بعضهما , كانت سحابة الحرب تُحلق فوق الجميع..إلتقى بها عند الحدود ...إفترضا معاً أنهما لم يُشاهدا بعضهما البعض...هو يمتلك "الحب" وهي تمتلك "المجد"...أنجبا طفلان هما:الأحزان والتشاؤم ...حدث صراع بينهما..افترقا ..هي أحتفظت ب "المجد" , هو رحل الى بلاده مع "الحب" دون مجد". ماذا أقول...؟ لا يهم ماذا أقول , الأهم أني أنفذ أوامر الحب القهري , فقبل معرفتك إفتقدت الى مادة الإبداع وبوجودك في هذا الوجود أدركت بواعث تعبرية...وما أفعله الآن , ما فعله البطل في فيلم "سقوط إليك" الذي شهدته عند بداية عهدي بالشاشة.. ودّع حبيبته بنظرات تنم على البكاء وهيأة مأساوية غريبة.. إني لن أقف عند هذا الحد "زهرة الشوك الفضي شمس النساء"...لا تذهبي بعيدا..