حكايات ابي قصص واقعية بمدينة العرائش بقلم القاصة والكاتبة منانة الشويردي في احدى السنوات من ثلاثنيات القرن الماضي ،ذهبت الى حمام المدينة العتيقة ،وأنا شخص لا يعرف عنه الكذب أو المزاح ، وكلي فرح لأنني سأتمكن اخيراالتخلص من أعباء العمل ،وذلك بالاسترخاء وتدليك عضلاتي المتعبة . دخلت الحمام ، ووضعت رزمة ملابسي على الرف ، بعدما حييت صاحبه ، الذي اخبرني أنني أول شخص سيستحم هذا الصباح . نزعت شبشبي ودفعت الباب الثقيل الداخلي للحمام وانا احمل سطلي وعدة الاستحمام .استقبلني الحمام بانفاسه الحارة التي توحي لك انك مقبل على جهنم …وبظلمته وبارضه المتزحلقة ….دلفت الى ركن ووضعت عدتي …اخدت السطل وعباته بماء دافئ….وجلست انتظر تصبب العرق مني ….سرعان ما تراءى لي في ضباب الحمام شبح يتحرك ، على بعد صغير مني …دققت النظر فاذا هو فعلا رجل يستحم …رفع يده يحييني ..رددت التحية ..قلت في نفسي ربما صاحب الحمام نسي ان يخبرني بوجوده….ثم اقفلت عيني استمتع بسخونة لذيذة ، بدات تدب في أوصالي….فجاة احسست بلمسة خفيفة على كتفي فتحت عيني …فرايت الرجل الذي كان فارع الطول يبتسم طالبا مني ان ادعك ظهره قليلا ، ومنحني حجرة خشنة لذلك..طلبت منه الجلوس لتسهيل عملية الفرك والدعك..سرعان ما سرى رعب في اوصالي واقشعر بدني ، ما ان وضعت يدي على كتف الرجل حتى انغمس فيه كانه كتلة من اللحم دون العظم او كتلة من الاسفنج …فسرى في بدني رعب حقيقي …وايقنت انني امام جني في هياة انسان …استدار الي وابتسم ثم اختفى كان الارض انشقت وابتلعته ….خرجت اجري نحو صاحب الحمام عاريا وفلبي يكاد يتوقف من الخوف العظيم