دخل الحمام بهدف المصلحة العامة لبدنه ليمكنه من الاسترخاء، لما وضع قدمه على عتبة الحمام سمع ضجيجا وصراعا تضجر منه الأذان. اقترب من المتخاصمين عله يتمكن من إصلاح ما بينهم. في محاذاة الباب وجد أحدهم يصرخ بوجه أخر مؤكدا أنه يسرق سطولا وطاسات الحمام من أجل أغراض شخصية و هذا يتنافى مع القانون الداخلي للحمام الذي يضع الوسائل في خدمة جميع المستحمين بدون استثناء. غادرهما لأنه لم يفهم أين يكمن المشكل. صار نحو متعاركين اثنين فوجد أن أحدهما يشكي أن أخر رفض أن يورثه مكانه ليستحم أيضا ويستفيد قليلا من ممتلكات الحمام. قرر أن يعاين المشكل الأخر حتى يطلع أصحاب الحمام بنوعية المشاكل لكي يضعوا حدا لها. اقترب من مجموعة من الرجال يعلون أصواتهم بوجه رجلا تبدو عليه صفة الوقار مؤكدين أنه كان عنصريا عندما قال لصديقه أنه سمع أن أصحاب البشرة السمراء هم أصحاب حظ قليل. تعجب من هذه المشاكل التي هم في غنى عنها، و قرر أن يبلغ أصحاب الحمام بهذه التفاهات حتى يضعوا حلا ليتمكن المستحمين من الاستحمام في هدوء ، أول ما أبلغهم أجابه كبيرهم بأن الحمام مكان للاختلاف ويدعوا إلى أكثر من حرية التعبير بالشكل الذي يختاره كل مستحم... لم تطاوعه نفسه أن يكمل ما جاء من أجله، فقرر الخروج لاستنشاق هواء نقي بدل الجو العكر في الحمام،
ما أن وضع رجله خارجا حتى لمحت عيناه أكوام من أشباه البشر يتحركون في انتظام التحق بهم و سأل أحدهم عن وجهتهم وسبب هذه التظاهرة. فأجابه أن تسونامي سيزور بلادهم وهم متجهين نحوه ليدعوه أن يطهر ما عكرته دخاخين الحمامات، وجدها فكرة صائبة وقرر أن يرافقهم وأن يدعو التسونامي أن يكون أكثر كرما ويطهر الحمامات أيضا من الوجوه التي تسكنها ولا تعلم لا يقع خارجا…