لمياء ابن احساين س1. لو أردنا تقديم أحمد الدحرشي كيف يمكن تقديمه؟
بداية أتقدم بالشكر الموفور للأستاذة لمياء على الاستضافة، و لمنحي هذه الفرصة للتواصل مع القراء من خلال هذا الحوار، كما أعم بالشكر الجزيل كل الطاقم المشرف على جريدتكم المميزة
ج 1. أحمد الدحرشي من مواليد العرائش... التي أحب هواءها وترابها الطاهر وبحرها، ستبقى هذه المدينة الوديعة دوما وأبدا حبي الخالد الذي يجري في عروقي.. أنا إنسان بسيط محب لوطنه ، أقدس عملي كثيرا وأستمتع جدا بالعمل مع الأطفال... أهوى اكتشاف كل ماهو جميل وجديد في هذه الحياة، أعشق فن الكتابة التي تعد ملاذي الوحيد ومتنفسي الذي أفر به إلى عالمي الخاص ، حيث لا يشاركني به أحد سوى قلمي وأفكاري... وحدها الكتابة تشعرني بأني لا زالت على قيد الحياة. س2لطالما شكل أدب الرحلة محورا لكثيرمن الرسائل والأعمال الأدبية العربية التي تناولت تجارب أصحابها في السفر واكتشاف البلدان الأخرى، وكانت في الماضي تلك الإنتاجات الأدبية تمثل مصدرا هاما للمعلومات الجغرافية و التاريخية. أين يمكن تصنيف كتابك هل يجمع بينهم أم هو مختلف؟ ج2. لقد شكلت الرحلة بوابة مفتوحة على حضارات وثقافات العالم و معرفة الآخر، فعكست بذلك كثيرا من الأوضاع المختلفة، التاريخية، الجغرافية ،السياسية ،الاقتصادية ،الثقافية والاجتماعية... للمناطق و البلدان و التي زارها الرحالة، مما يشكل بذلك مصدرا غنيا و مهما للباحثين، المهتمين والدراسين و المهتمين... من هذا المنطلق، فكتابي بهذا المعنى يدخل ضمن هذين الاتجاهين : التأريخ للجانب الانساني والجغرافي معا. س3. نحن في 2016 عصر الانترنت والعالم اصبح قرية صغيرة جدا ،هل ترى أن الكتاب سينقل الصورأبلغ من الانترنت ونحن بضغطة على الزرنتجول في البيرو وغيره؟ ج3. لقد أدت وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت الى سهولة زيارة العالم ٬ فقد استشعر السائح اليوم شيئا من المشقة في السفر الذي أصبح سهلا ومتاحا، فأقنع نفسه بالاكتفاء بالجلوس أمام الإنترنت ليجوب الكرة الأرضية بنفسه و يكتشف و يزور مايشاء من أي بلد يعجبه٬ في العالم من دون أن يغادر غرفته، لكن هذه الزيارة الافتراضية تحرم صاحبها من الاستمتاع باحاسيس الرحالة/ المبدع في وصفه الدقيق لتفاصيل رحلته التي ينقلها لنا بالكلمة الصادقىة و المعبرة. ذلك اذا تصفحنا رحلات ابن بطوطة، ابن جبير ، وابن فضلان.. .فما نزداد الا إحساسا بقيمة هذا اللون الأدبي، لما فيه من وصف وحكاية، وتشويق وإثارة ...نرحل مع الكاتب في رحلته عبر أسلوبه الذاتي وإحساسه هو، والأديب المتمكن هو الذي ينقل الحوادث والمشاهد الرحلية من خلال ذاته ومن خلال تفاعله معها، فالرحلة وإن كانت ارتحالا ظاهرا إلا أنها أيضا ارتحال باطن في ذات الأديب ولن يكون الأمر عرضا لمعلومات نجدها في الدليل السياحي أو في الانترنيت، أو استعراضا مجردا لا غنى فيه . س4. لماذا اخترت البيرو بالضبط ،فحضارة الأنكا تشتمل أيضا الاكوادورتشيلي والارجنتين لما البيرو بالضبط؟ ج4. لم يكن بالإمكان الهروب من القدر، كل شيء يمكننا فعله إلا أن نهرب منه... هكذا كنت أقتنع دوما، و كثيرا ما أحسست بالرضا، كلما عرفت أن قدري لن يكون بقبضة غيري، فقط بقدرة القادر...فاختياري للبيرو كان نتيجة هذا القدر بعد أن تلقيت دعوة للمشاركة في المؤتمر العالمي الأول حول: " تطوير الأرشيف و تدبير المعلومة" الذي انعقد بالجامعة الوطنية " سان ماركوس" بليما يومي 14 و 15 أبريل من عام 2011. س5. سؤال يلح علي لطرحه. المغرب حضارة وفيه اثنيات وعرقيات متنوعة،ألا يستحق هذا البلد الاستكشاف من طرفك؟ ج 5. نظرا لتوفر المغرب على العديد من المؤهلات السياحية:انفتاحه على مختلف الثقافات والحضارات الانسانية، تنوعه الثقافي والعرقي، اعتدال مناخه، تنوع مظاهره الطبيعية والجغرافية، طبخه اللذيذ.. فأكيد أن هذا الوطن الرائع يستحق مني و من كل عاشقي هذا البلد المضياف الاكتشاف أكثر من مرة ...فكل مرة أزور مناطقه وقراه ، أكتشف كم هو رائع وطننا الذي يفتح ذراعيه للجميع مرحبا. س 6بعد خروج كتابك الى الوجود هل نقول أن أدب الرحلة سيعود الى المغرب لانه من عهد المرينيين الذي شهد تأليف كتب كثيرة في هذا الباب لم نرى هذا النوع من الكتابات . ج 6. شهدت بدايات القرن العشرين تراجا في هذا اللون من الكتابة، واستمر هذا التراجع لعقود، وربما حدث هذا التراجع في إنتاج نصوص الرحلة المغربية و العربية، نتيجة ظهورجنس الرواية وانتشارها الواسع في النصف الثاني من هذا القرن، اضافة الى عدم اهتمام الجهات ذات الاهتمام بالشأن الثقافي بنشر أعمال أدب الرحلة ،و بالتالي لم تعد الكتابة في هذا الميدان تشكل ظاهرة أدبية يمكن الإشارة إليها. لكن ما يلاحظ في السنين الأخيرة هو اقتناع المبدعين المغاربة بأهمية الكتابة في هذا اللون الأدبي ، لكونه يتناول أدبا راقيا يعتبر وسيلة أساسية للانفتاح الانساني على الغير بما يحمله من قيم ، ثقافات وهويات مختلفة... و في هذا الصدد، يأتي كتابي الى باقي أعمال أخرى لمبدعين مغاربة (أحمد المديني، عزيز الساطوري، العربي بن جلول، رتيبة ركلمة...) في منح أدب الرحلة دفقا جديد ة وفي عودة الروح إلى هذا الجنس الأدبي . كما أنه لا بد من الاشارة الى جهود عربية تبذل في هذا المجال، حيث تقوم دار السويدى للنشر والتوزيع بأبو ظبي بتجربة ثقافية رائدة في هذا المجال، من خلال تبنيها لمشروع ارتياد الآفاق، حيث تقوم بنشر سلسلات عديدة في أدب الرحلات، إعادة تحقيق ونشر رحلات الرحالة القدامى، وتنظيم مسابقة ابن بطوطة السنوية في الأدب الجغرافي... هي حقا تجربة رائدة نتمنى أن نحذو حذوها في جميع بلادنا العربية. س7 .هل سنرى احمد الدحرشي في رحلة أخرى؟ ج 7. آمل أن أستكمل رحلاتي إلى بلدان أمريكا اللاتينية: الأرجنتين، الشيلي، كولومبيا... وحده شغف الاكتشاف يحدوني لاكتشاف هذه البلدان البعيدة عنا جغرافيا، التي نسينا نحن الذين تعودنا أن تكون مواسم هجرتنا نحن الشمال، بينما الجنوب الودود يزخر بألف بهجة و بهجو للبصر و البصائر. كلمة أخيرة شكر لكم على الاستضافة مجددا، ومتمنياتي لمنبركم الإعلامي بالتوفيق والسداد في مهامه النبيلة