المختار العروسي - طنجة احتضنت كلية متعددة التخصصات بتطوان، ندوة وطنية حول موضوع “شغب الملاعب .. تحليل الظاهرة ووضع الحلول ” من تنظيم ماستر القانون ووسائل الإعلام، و أطرها ثلة من المختصين بالمجال الرياضي و القانوني والإعلامي و النفسي، و أطرها كل من عميد الكلية الدكتور “فارس حمزة و منسق الماستر الدكتور “كمال المرصلي” . من الأساسيات التي تم التركيز عليها في هذه الندوة هي كيفية تعزيز قيم الروح الرياضية في مجتمعنا والإشارة لأبرز الأسباب التي تؤدي للإنحرافات السلوكية المتمثلة في استعمال العنف داخل الملاعب وكيف يمكن معالجة هذه الظاهرة و التصدي لها من الناحية الأمنية والإجتماعية. وأعرب “عبد المالك أبرون” رئيس المغرب التطواني وعضو الجامعة الملكية لكرة القدم، عن استنكاره لمثل هذه الأفعال واعتبر أن ظاهرة الشغب لا تقتصر على فئة معينة وإنما تشمل جميع فئات المجتمع، حيث استفحل موضوع الشغب العديد من المدن المغربية ، ومن الحلول التي سيتم العمل بها مستقبلا للتصدي لهذه الظاهرة، وبعدما تم التوقيع على اتفاقية بين وزارة الشباب والرياضة و الجامعات الملكية للرياضة المغربية التي من أهدافها النهوض بواقع المجال الرياضي وإرساء حكامة جيدة في تدبير وتسيير الشؤون الرياضية والإعتماد على المقاربة التشاركية وتغيير إجراءات الولوج للملعب الرياضي ،وتوفير المناخ المناسب للجمهور. ومن منظور المدير الإقليمي لوزارة الشباب و الرياضة بتطوان “محمد أعزيبو” أن محاربة الشغب هي مسؤولية الجميع، وأن على الطلبة الجامعيين أيضا البحث في سبل معالجة “ظاهرة شغب الملاعب” حيث أصبحث مادة خام لهم . أما من حيث المقاربة القانونية أشار ذ.خالد الإدريسي ” وهو باحث في مجال الإعلام و محامي بهيئة الرباط” لبعض الملاحظات في القانون 09.09 المكلف بمحاربة ظاهرة الشغب داخل الملاعب الذي يقضي بتأطير أو معالجة الإخلالات في المجال الرياضي كاستعمال المنشطات و العنف داخل الملعب واعتبر أن القانون وحده غير كاف ليتصدى لهذه الظاهرة ، وذلك لتداخل عدة مجالات في الموضوع. وفي مداخلة “عبد الوهاب الطاهري” مسؤول عن خلية أمن الملاعب بتطوان أكد على ضرورة القيام بحملات تحسيسية وتسليط الضوء على خطورة هذا الأمر و لمعالجة الظاهرة لابد من المقاربة التشاركية فالأمن وحده غير قادر على محاربة الشغب . من جهته أقر الصحفي”محسن الشركي” وهو عضو المكتب التنفيذي لإتحاد الصحفيين الرياضيين المغاربة أن الخطاب الإعلامي في المجتمع المغربي متدني جدا، وعلى البرامج الرياضية أن تتوفر لها حرية النقاش و إثارة هذه المواضيع على القنوات الرسمية باستمرار لكي يعي الرأي العام خطورة الأمر، كما على الإعلاميين أن يتوقفوا عن استعمال الألفاظ التي تساهم في انتشار الكراهية و التحريض بين الجماهير. مدرب شباب الريف الحسيمي “فؤاد الصحابي” انتقد أكثر التنشئة الإجتماعية لا من حيث الأسرة ولا المدرسة من حيث تقصيرها في أداء واجبها في تعزيز الروح الرياضية في أطفالنا و شبابنا كما ندد على أفعال بعض الجهات الخفية في إثارة الفتن بين الجماهير والذين يتجهون لاستعمال أفعال لا أخلاقية عبر تزويد الشباب بالمنشطات القوية أو المخدرات والمال من أجل القيام بالشغب لأهداف خاصة. الدكتور” محمد التمحري” أستاذ علم الإجتماع استند على التجارب المقارنة وكيف تعاطت الدول الأوربية مع هذه الظاهرة كما أشار لنسبة الوفيات التي كان شغب الملاعب سببها واستند على بعض الأبحاث والدراسات السوسيولوجية حول الموضوع وأن سبب الشغب ليس اجتماعيا أو قانونيا فقط إنما صحي و اقتصادي أيضا.