بقلم :عبدالعلي اشرنان شعره أشعت ، أظافره متسخة،لون خدّه أزرق من شدة البرودة ،حذاءه أغبر ، ثيابه بالية وأسنانه صفراء ،شفتاه بهما سواد …. هو مشرد، رمته شاحنة في شوراع العرائش كالقمامة …. وقف يتبول على حائط احدى الفيلات الفخمة ، بالمغرب الجديد. وأَفْرغَ ما عنده، ثم ادار ظهره جهة الحائط، متجها الى الشارع …. لمحني من بعيد ،خطواته تقترب رويدا رويدا . نظر إليّ ،يخيل أني قرأت ما يدور في جمجمته قال لي " خويا أنا جائع ،شي درهم " . وضعت يدي في جيبي، الذي كان ممتلئا بورق كلينكس، بسبب الزكام الذي ابى ان يرحل من انفي، وأخرجت بعض النقوذ ،امسكها الرجل بفرح وابتسم ،سألته "لماذا تتبول على حائط الفيلات ؟" قال لي بسخرية "التبول على البورجوازية يشعرني بالسعادة "…. اعجبتني سخريته العفوية ،ثم أضاف "فليحمد الله ،هؤلاء القوم ، لأننا نكتفي بالتبول على حوائط مساكنهم الفخمة ،فالصراع الطبقي يبدأ بالتبول ثم ينتهي بشيئ اخر " .