دور مدرسة الصخرة والعلامة الفقيه "سي الخضر" في في تدريس العلوم الشرعية قالوا قديما: لولا القاضي عياض ما عرف المغرب وأقول: لولا مدرسة الصخرة بجماعة بني كرفط إقليمالعرائش ما عرف شمال المغرب؛ففيها التحفيظ، والحديث، والفقه، واللغة، والأدب، والمنطق، والسيرة، وهلم جرا.. فقد كان فقيهها العلامة الكبير المتقن المتفنن سيدي محمد بن محمد بنعمر المعروف : الفقيه سي الخضر" 0ية من 0يات الله في الحفظ لمتون العلوم الشرعية؛ ففي الفقه كان يحفظ العاصمية للإمام بن عاصم الأندلسي بشروحها، ويحفظ متن الشيخ خليل بشروحه كشرح الدردير والأبي وغيرهما، وفي اللغة كان يحفظ الألفية لابن مالك بشروحها، كالمكودي وابن عقيل، وفي المنطق كان يحفظ السلم بشروحه كالبناني وغيره.. وليقس مالم يقل. و هذه العلوم مجتمعة مع غيرها تصنع العالم المتمكن المتبصر،المكتسب لصنعة العلم تعليما وتعلما. وأما في العبادة التزكية والسلوك فإن هذا العالم كان 0ية في التعبد لله تعالى، فقد حدثني ولده" الفقيه الحسن بنعمر" أنه كان يقوم جل ليله إما في مدارسة العلم، وإما في الصلاة، فيقول: ما استيقظت يوما في جوف الليل إلا ووجدته مشتغلا بالعلم أو العبادة. وأما في الزهد والورع؛ فقد كان عفيفا متورعا، لا يطمع فيما في أيدي الناس، فقد حدثني والدي حفظه الله أن الفقيه سي الخضر كان إذا أعطاه إنسان مالا في يده فإنه لا يفتح يده حتى يسلمها لفقير مستحق قبل أن ينظر مقداره. وهذا عجب عجاب منقطع النظير. وهذه الحكاية متواترة مشتهرة على ألسن الناس. هذا الرجل نذر حياته ووقته كله للعلم وأهله وطلبته، وبقي مدرسا هناك إلى أن توفاه الله تعالى،. حدثني ولده: أنه كان يحمل بين الطلبة ويأتون به إلى المسجد ليدرسهم. حتى إذا اشتد عليه المرض اعتذر ولم يعد يخرج إليهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد… يتبع…