مراسلة / أنوار الشرادي أثارت ظاهرة تراكم الأزبال والنفايات في أحياء وشوارع العرائش موجة من الغضب والاستياء لدى نشطاء التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" وساكنة المدينة معا ، ولا حديث لهم إلا على تحول تراكم كميات كبيرة من نفايات الأزبال في العديد من أزقة وشوارع المدينة ، إلى ظاهرة وبائية تهدد سلامة وصحة الساكنة ، أكثرمما يهددهم وباء كوفيد 19″ فيروس كورونا" . ويكفي انتشار الحشرات والروائح الكريهة جراء تراكم هذه الكميات الهائلة من النفايات بجوارساحات المدينة والحدائق والمنازل والمدارس والمقرات الإدارية وغيرها من المؤسسات والأماكن العمومية والغير العمومية …لتصبح الجهات المعنية في قفص الاتهام من طرف المجتمع المدني حول اللامسؤولية والإهمال في مجال تدبير النفايات ، بالتالي يصبح حق مشروع في طلب السيد عامل الإقليم لحماية المدينة من المجلس الجماعي لجماعة العرائش ، المسؤول الأول عن تدني النظافة والمرفق البيئي فيما يخص جمع الأزبال وتدبير مرفق النفايات بالمدينة . وتحدث مواطنون عن معاناتهم، وقالوا إن المشكلة تؤرق الجميع، حيث باتت سيارات النظافة تتأخر كثيراً، وفي شبه غياب تام ، ما فاقم أزمة تراكم النفايات التي انتشرت عليها الحشرات الضارة ، وأصبحت ملجأ للحيوانات الضالة . وقال عدد من سكان الأحياء الشعبية بالمدينة ، أننا لجأنا الى حرق النفايات خوفا من انتشار الأمراض والأوبئة جراء التلوث الذي نشأ نتيجة تراكم النفايات خصوصا في هذه الأحياء المكتظة بالسكان، بسبب تقاعس الجهات المعنية . الروائح الكريهة أخذت في الانتشار، والبعوض الناقل للمرض بدأ في مُهاجمة المنازل والسُكان . وكما يعرف الجميع أَّن تراكم النفايات لعدة أيام يتسبَّب بانتشار الروائح الكريهة والقوارض والحشرات التي تسبب امراضا خطيرة على الصحة العامة لكل من أحاطت به هذه الأكوام النتنة . وتتساءل فعاليات المجتمع المدني والهيئات الحقوقية والجمعوية والبيئية بالمدينة حول مايلي: -أين المجلس الجماعي لجماعة العرائش وخصوصا السيد رئيس المجلس ومن معه من المكتب المسير للجماعة ودوره في توفير بيئة نظيفة ؟. – أين شركة النظافة المخول لها الصفقة الخيالية لجمع نفايات الأزبال المتراكمة بالمدينة التي تتسبب بهذه المكرهات الصحية ؟ . الدكتور نورالدين سينان، رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية ، كشف عبر تصريحات وحوارات سابقة مع المواقع الإلكترونية المحلية والوطنية وعبر ندوات نظمتها الجمعية المذكورة حول موضوع النفايات والأزبال بمدينة العرائش، أن ملف النظافة أو تدبير النفايات الصلبة من طرف شركة HINCOL ، يعود إلى حوالي 15 سنة حيث كان الاعتماد في 2006 حوالي 400 مليون ليصل بعد 12 سنة إلى حوالي 2 مليار و400 مليون ، أي ضرب الاعتماد في 6 مرات في ظرف 12 سنة ، مع العلم أن ساكنة العرائش لم تتجاوز 140000 نسمة ، يعني لم تزد إلا بحوالي 15./ ، إذا ما الذي يفسر هذه الزيادة الكبيرة في الاعتماد المخصص للنظافة ، وقد كنت قد أجريت بحثا ميدانيا عبر استمارات وزعت على عينة من ساكنة العرائش، أثبتت نتائجها أن 80./. من ساكنة العرائش في عام 2010 ،تقرأن المدينة كانت أنظف بكثير قبل مجيء الشركة الألمانية Hincol، وعلى ضوء هذه الدراسة عملنا جاهدين لإلغاء هذه الاتفاقية ،وهو ما تم ، لكن مديرية الجماعات المحلية أنذاك رفضت القرار في سنة 2010 و هوما جعلني أطالب برفع الملف لدى المحكمة الإدارية وهو مالم يتم لحد الأن لأسباب مجهولة. إن ما نراه اليوم من أن المدينة غارقة في الأزبال ما هو إلا نوع من " الانتقام" من طرف المكتب المسبر للمجلس ، وخصوصا رئيس المجلس البلدي ، وذلك نتيجة لفسخ العقد بين المجلس البلدي و الشركة المدللة"HINCOL" ، بعد أن نزفت المال العام لسنوات عديدة ،ناهيك عن الصفعة الأخيرة، وهي رفض مديرية الجماعات المحلية لصفقة 2 مليار ونصف لفائدة الشركة المحظوظة كازا تكنيك . إن هذا الملف لا بد أن يطبق فيه المبدأ الدستوري لربط المسؤولية بالمحاسبة ، وذلك لتحديد من المسؤول ومن المستفيد ، الحديث أن الضحية الكبرى هي مدينتنا العرائش . الجزء الأول حول ملف النظافة بالعرائش " يتبع " …