مند مدة طويلة والفنانة الجبلية شامة الزاز ترقد باحدى المصحات الخاصة بفاس طريحة الفراش بسبب مرض عضال ألم بها ولم ينفع معه علاج . وتعتبر الفنانة شامة الزاز، الملقبة ب"نجمة الشمال" (65 عاما) أحد أعمدة الأغنية الجبلية، حيث قدمت لفن العيطة الجبلية وفن "أعيوع" الشيء الكثير قبل أن تجد نفسها تصارع المرض وتعيش وحيدة حياة التهميش والنسيان، بمسقط رأسها بدوار الروف بجماعة سيدي المخفي بضواحي تاونات. لم تكن البدايات الأولى للفنانة شامة الزاز بالأمر الهين بحكم العادات والتقاليد المحافظة لسكان اجبالة بإقليم تاونات؛ ذلك أن هذه الفنانة البدوية والعصامية تحدت كل الصعاب لترسم لنفسها مسارا فنيا مليئا بالعطاء على امتداد أزيد من أربعة عقود، فكانت حصيلتها الفنية أكثر من 60 شريطا وقرصا غنائيا أغلبها لا يحمل اسمها بعد أن اكتفت شركات الإنتاج بوضع صورة مستعارة عليها، وتحت اسم فني هو "نجمة الشمال". ورغم هذا الحصار واصلت شامة الزاز، ذات الصوت القوي الذي تردد صداه جبال تاونات، مسيرتها الفنية المحفوفة بالمتاعب، فأصبحت أغانيها، النابعة من أعماق القلب، والتي تتحدث عن الأرض وجمال الطبيعة، وتتناول قضايا نساء الجبل، مطلوبة من طرف الجمهور، الذي كان يقطع الجبال والخنادق ليحضر حفلاتها، ويستمتع بصوتها الشجي.