عندما قرات مقالا , من باب استقراء التاريخ والمقارنة بين ماضينا وحاضرنا وبين اشخاص ذلك الماضي واشخاص هذا الحاضر وفي سبيل اخذ العبر وهي كثيرة جدا من دروس اولائك الذين قضوا نحبهم في الغالب ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا , عن ظروف عودة الملك محمد الخامس الى ارض الوطن حيث اعلن استقلال المغرب يوم 18 نوفمبر 1955 واستقبله الجميع احزابا وشعبا بفرح عظيم وفال كبير … وجدت ان ما كان مامولا من وراء الغايات النبيلة للمك العائد من منفاه الاجباري وللشعب الذي ضحى بالروح وبالنفيس ، وللزعماء من الاحزاب الذين اخلصوا بالقول والعمل من اجل بناء مغرب جديد لكل المغاربة يتمتع فيه الجميع بكامل الحقوق ويؤدي الجميع كل واجباته ويعمل الكل يدا في يد وباخلاص كامل وثقة متبادلة من اجل رفعة الوطن ورفاهية المواطنين … لم يتحقق منها الكثير بل ضاع منها الاكثر مع الاسف , وها نحن نلاحظ هذا من خلال حكومة عاجزة ورئيس لها اكثر عجزا عن تنفيذ اختصاصاتها الكاملة كحكومة مسؤولة فعلا يراس سلطتها التنفيذية رئيس حكومة اصبحت له من الاختصاصات بفضل دستور يونيو 2011 ما لم يتوفر لغيره في حكومات سابقة على هذا الدستور ، وعن مواجهة المشاكل الحقيقية الاجتماعية والاقتصادية التي يتخبط فيها المواطنون افرادا وجماعات في الاقاليم والجهات ، ولا هي قادرة ايضا على الوقوف في وجه الفساد العام الذي لا يجادل في تجدره الا منافق ومستفيد او هي على استعداد لتنفيذ برنامجها الذي وعدت به منتخبيها على الاقل كما هو معروف على الحكومات في الانظمة الديموقراطية التي تحترم شعوبها وارادتها ، بل بالعكس فقد صارت تنفذ قرارات تثير من المشاكل والمتاعب ما يثير القلق والحنق وتدفع بالبلاد الى مزيد من المتاعب والازمات جراء تضارب المصالح بين اصحاب المصالح والاجندات على حساب مصالح المغرب ،واغلب الشعب الذي لا تعير لمشاكله اهتماما ولا لرايه اعتبارا ، هذا الشعب الذي يعاني جله الخصاص في الكثير ومن الكثير ومن تدهور احواله الى الاسوء ومن تخلي الدولة عن اهم مقوماتها كتعليم الناس وعلاجهم وشغلهم وعن كثير من واجباتها التي على اساسها ومن اجلها كافح الاجداد وادى الضرائب الاباء وحلم الابناء ، فصار شبابه يحلم باوطان اخرى قد تنقده من معاناته ومن الضيق الذي اضحى غير محتمل في وطنه الام !. وهذا كله يتم بمباركة من رئيس حكومة ينتمي الى حزب العدالة والتنمية الذي وعد واخلف بل انقلب على امال الشعب وقوض مكتسبات وطن تحققت بفضل نضال وتضحيات المواطنين والشرفاء من الساسة داخل الحركة الوطنية في شتى مناحي الشان العام وبخاصة ما يهم الشعب من اساسيات وقيم كالتعليم والصحة والعمل والسكن والخدمات بالاضافة طبعا الى بعض العدل المحفوظ وبعض الكرامة الموفورة والمصانة …وتحولت اوضاع الناس اليوم جراء الانبطاح السياسي والنفاق ” بالعلالي ” والانتهازية الحزبية وايثار مصلحة الفرد والفئة وبالاخص منها المادية والحكم على المصالح العامة للشعب من دون حياء او احساس بوغز ضمير او اعتبار للمسؤولية سواء امام الله او امام التاريخ او تقدير للعواقب الخطيرة المحتملة الناتجة عن كل سياسة فاسدة ومفسدة تساس بها شؤون الوطن وعن كل ادارة لدواليب الدولة بعيدة عن الحكمة والحكامة وعن الاسباب الموجبة للسقوط والمؤدية الى الفشل العام وما تتبعه من مشاكل خطيرة و اضطرابات اجتماعية اخطر من شانها ان تؤثر على الامن العام وعلى عدم الاستقرار السياسي خاصة عندما تذهب الاخلاق ما دامت الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا حسب قول الشاعر المرحوم احمد شوقي . فمتى يصحو الضمير الخاص و العام وتسود الاخلاق افقيا وعموديا وتتغير السياسة ويصيرالجميع عند حسن ما يرضي الله ويحقق امال الاباء والاجداد في ابنائهم ويحفظ الوطن حاضنا للجميع ؟