تنظم دار الشعر بتطوان الدورة الثالثة من تظاهرة “بحور الشعر” أيام 2 و3 و4 غشت 2019، بمدينة العرائش، ضمن انفتاح دار الشعر بتطوان على فضاءات الاصطياف في مختلف مدن الشمال المغربي. وتقام هذه التظاهرة بإشراف وزارة الثقافة والاتصال، وبتعاون مع بيت الشعر في المغرب والقسم الثقافي والاجتماعي بجماعة العرائش والمركز الثقافي بالمدينة، بينما تشهد التظاهرة إقامة مكتبة شاطئية وأمسيات شعرية وورشات في الحكي والتشكيل ومسابقات في إلقاء الشعر، إلى جانب “أمسية الأطلال” في المسرح الروماني بموقع “ليكسوس” التاريخي. ومن الشرفة الأطلسية الشهيرة في قلب العرائش، يطل الشعراء في افتتاح هذه التظاهرة على المحيط الأطلسي وشاطئ المدينة، يوم الجمعة ثاني غشت، في أمسية يفتتحها الشاعر المغربي صلاح الوديع، إلى جانب الشاعر إدريس علوش والشاعرة فتحية البو ويسيرها الشاعر محمد عابد. كما يشهد يوم الافتتاح تنظيم ورشة في التشكيل، يؤطرها الفنان عبد الفتاح خيبر، إلى جانب ورشة في الحكاية، من تأطير الكاتب والحكواتي أحمد الدحراشي. بينما تشرع المكتبة الشاطئية أبوابها في وجه ساكنة وزوار المدينة الذين يتوافدون عليها في فصل الصيف من شتى مدن المغرب ومختلف جهات العالم. ثم تتواصل فعاليات اليوم الثاني بتنظيم مسابقة في إلقاء الشعر، حيث يتنافس المشاركون على جائزة تحمل اسم الشاعر الراحل محسن أخريف، إلى جانب ورشات الحكي والتشكيل. ويوم الأحد 4 غشت سينتقل أصدقاء دار الشعر بتطوان إلى موقع ليكسوس الأثري، في حلقة جديدة من تظاهرة “الأطلال: قراءات شعرية في مواقع أثرية”، بمشاركة الشاعر نجيب خداري والشاعرة سامية الصيباري والشاعر محمد بنقدور الوهراني، إلى جانب عروض فنية وموسيقية لفرقة “ثلاثي ليكسوس”، برئاسة الأستاذ عبد المالك المراس. وليكسوس هي أقدم مدينة مغربية على الإطلاق، ويستبعد خبراء الأركيولوجيا أن تقوم الدلائل على وجود مدينة أقدم منها. وقد تأسست ليكسوس في القرن الثامن قبل الميلاد. ولعل أول من قاد الإنسانية إلى الإقامة في هذه المنطقة هو نهر اللوكوس، الذي أوحى ببناء المدينة، وهو يشكل دلتا استراتيجية تغري بأن تكون منطلقا وموئلا لحركة تجارية عابرة للقارات منذ ذلك الحين. لتستمر المدينة إلى غاية القرن السادس الميلادي، حيث لا تزال آثار مسجد ومنزل بفناء صغير وبعض اللقى الأثرية شاهدة على الوجود الإسلامي في المدينة على العهد الإدريسي. ومنذ ذلك الحين، شرع نهر اللوكوس يضيق بمائه إلى أن تعذر المرور إلى المدينة التي اختفت شيئا فشيئا، قبل اكتشاف آثارها وأنقاضها سنة 1845 على يد هنري بارت. قبل ذلك، كانت ليكسوس قد استوت مدينة كاملة الأوصاف خلال الحقبة الرومانية، ومن آثارها الكبرى المسرح الروماني، وكان حلبة للعروض والسباقات، بمدرج كبير لا يزال ماثلا أمامنا، والذي سيستضيف “ليلة الأطلال” يوم الأحد المقبل، في ضيافة دار الشعر بتطوان. وفي مدينة ليكسوس، أيضا، بدأت قصة المغاربة مع الكتابة، كما تشهد على ذلك الحروف والعبارات الفينيقية المكتوبة على بعض الأواني الخزفية التي جرى العثور عليها في المدينة، تلك التي تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. بينما يستضيف موقع ليكسوس اليوم ما يكتبه الشعراء المغاربة المعاصرون استئنافا لما أسس له أجداهم على نهر اللوكوس، منذ ثلاثين قرنا من الشعر والفن والحياة على هذه الأرض المغربية التي لا تزال تخفي أسرار كتابات سحيقة وحضارات عريقة…